يختص المنطق بالدراسة العقلية الواعية ، باعتباره اداه تحصيلها ، وفحصها ، وبيان صحيحها من فاسدها . وهو موضوع محدد يشمل مبادئ ومسلمات (موضوعات) ولا تقف مهمته عند وضع قواعد وقوانين الفکر فحسب ، بل يقوم في صميمه علي وزن البراهين ، والحکم عليها، سواء کان ذلک بالاستدلال الاستنباطي أم الاستقرائي.وما المفاهيم والمبادئ المنطقية الا تعبير عن عمليات منطقية تکاد تکون واحدة. فقد اهتم المنطق القديم بدراسة الالفاظ والمعاني الجزئية التي تعبر عنها ، ثم ينتقل الي العلاقات التي تربط المعاني، وتؤدي الي وجود القضايا ، ثم ينتقل الي مرحلة ترکيب القضايا التي تقضي الي نتائج ضرورية،ثم ينتهي الي الاستدلال المرکب بينما اهتم المنطق الحديث بالترکيب من منطلق اهتمامه باستخلاص القانون من الملاحظة والتجربة،والفروض ،ثم يؤلف بين القوانين الخاصة لوضع النظريات (295:17) والمتأمل لاقسام المنطق يجد أنها ثلاثة – وفق ما حدده أرسطو – وهي الحدود أو التصورات ، والقضايا أو الاحکام أو التصديقات، والاستدلال أو البرهان، وفي اطار ذلک اهتم المنطق الصوري Formal Logic  بصورة الفکر فقط،اي بطريقة الفرد في التفکير ، بغض النظر عن الموضوعات التي تنصب عليها عمليات التفکير (9:17) اي أنه يهتم بالصلة المنطقية دون الالتفات الي کون القضايا المنطقية صادقة أم کاذبة من حيث المحتوي (9:38) وقد حدد أرسطو منهج المنطق بالاستنباط محصورا في القياس وحدة، والقياس هو المحور الاساسي الذي يقوم علية الاستدلال في هذا المنطق به من العيوب والنقائص التي تبرر التخلي عنه أساسا للتفکير الاستدلالي .