منذ أوائل الستينات من القرن الحالي کثر الحديث عن البيئة ومشکلاتها وتدهورها وتوالت أبحاث العلماء عن المخاطر التي تهدد البيئة ، وبدأت الجمعيات الأهلية غير الحکومية في الدول الصناعية المتقدمة تهتم بالاخطار التي تهدد العالم بأسره والتي تصل الي حد فناء البشرية نتيجة لازدياد عمليات تلوث البيئة وظهور اثار ضارة بصحة الانسان وبحياة الحيوان والنبات مما أدي الي نقص واضح في کفاءة الحياة العامة.وعلت صيحات الجماعات غير الرسمية التي اتخذت لنفسها أسماء تعبر عن حب الطبيعة والدعوة للولاء لها ، وکان أهم هذه الجماعات أحزاب الخضر ، هذا بجانب محبي الطبيعة ، وجماعات المحافظة علي البيئة ، وأصدقاء الطيور والحيوانات ....الخ ثم انضمت الحکومات الي هذه الجماعات غير الرسمية حين أدرکت خطورة الموقف ومدي الاضرار التي تلحق بالثروة القومية وبالمنشات العامة، وکم تزهق من أرواح نتيجة لحوادث التلوث الاليمة وتحرکات تبحث عن الحلول لمشکلات البيئة ، وکان من نتائج ذلک النشاط الاحساس بالمسؤلية الجماعية في مجال البيئة في تلک الفترة من الستينيات وتحديدا في عام 1969م تقرر نتيجة لضغط الشعوب اقامة مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة الانسانية ، وحدد عام 1972م موعدا لعقده في استکهولم عاصمة السويد.
وقد کان من أهم اثار ذلک المؤتمر لفت الانتباه الي قضايا البيئة في دول العالم کما ظهر الاهتمام بتأثير التلوث اليئي علي نوعية الحياة وبدء الاهتمام بمصادر الثروة الطبيعية وحمايتها والحد من استغلالها وتدهورها ، کما کان من نتائج ذلک المؤتمر أن استحدث برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة عام 1972م، ومنحته الجمعية العامة للأمم المتحدة تفويضا واسعا لتحفيز وتنسيق وتوفير التوجيه السياسي للعمل البيئي من خلال نظام الأمم المتحدة