بداية تتعين الاشاره الي أننا نعيش في اواخر الرقن العشرين الذي يتسم بالتغير السريع بل المذهل من حيث التطور والتقدم في شتي مناحي الحياة، اذ لم يعد عصرنا الحاضر عصر الحياة السهلة الميسورة، کما کانت في عقود مضت، و تعقدت ظروف الحياة، وحدثت تغيرات اجتماعية من الصعوبة ملاحقتها، کماأصاب الوهن القيم بکافة أنواعها وأشکالها ،وظهرت أنماط من الظواهر تعود الي اضطراب العلاقات الانسانية وفقدان الاتزان علي المستوي النفسي ، لذلک لجأ البعض- کنتيجة طبيعية لهذه الاضطرابات – الي الانزواء والعزلة واتخاذ الوحدة والنفور من الاخرين کاسلوب يحميه من مشکلات عديده هو في غني عنها، لذلک يمکن القول أن الاحساس بالوحدة النفسية يمثل واحدا من المشکلات المعبرة عن الألم النفسي الناتج عن عدم الرضا بالعلاقات غير المشبعة، والنقص في العلاقات الاجتماعية،وغياب الاجتماع المتبادل مع الاخرين،أو الاعراض عن العلاقات الاجتماعية المتبادلة،وخاصة اذاکانت تؤدي الي القلق. وأضحت سيکولوجية المسنين – من ناحية أخري – من الموضوعات المهمة التي تلقي اهتماما بالغا الان ، وتقف مسألة رعاية المسنين ضمن موضوعات الساعة التي يجب أن تسترعي اهتمام الباحثين والمسؤولين علي السواء.غير أن القليل من الباحثين هم الذين أولو هذه المرحلة من عمر الانسان تلک الاهمية لمعرفة الأسس السيکولوجية التي يجب أن تبني عليها رعاية المسنين .لذلک تعتبر مشکلة الاحساس بالوحدة النفسية من المشکلات الحياتية لفئات عديدة من الأفراد لا سيما للمسنين منهم ،ذلک أن الاحساس بالاغتراب ، أو الاکتئاب ،أو العزلة، أو الانعزال، أو الافقتار الي اخرين ربما يکون نقطة البداية للعديد من المشکلات التي يمکن أن تترتب علي هذه الاحاسيس والمشاعر، کما أنه کثيرا ما يکون الاحساس بالوحده النفسة سببا في ظهور اضطرابات أکثر حدة لدي فئة المسنين علي نحو خاص.