إن تعزيز حياة البشر هو هدف التخطيط الحضري للتنمية المستدامة. يواجه التخطيط الحضري المعاصر قضايا وتحديات ظهرت مع ظهور الاهتمامات البيئية، والتي تتطلب طريقة عمل مختلفة مقارنة بتلك المستخدمة في الماضي. وصاحب تحسن مستويات المعيشة أساليب جديدة للإنتاج والاستهلاك أدت إلى نمو في توليد النفايات البلدية الصلبة ونفايات الميثان، وهي من بين غازات الدفيئة المسؤولة عن تغير المناخ. باستخدام إقليم القاهرة الكبرى كدراسة حالة، يستخدم المؤلفون مفهوم الأيض الحضري وتحليل تدفق المواد لوضع سيناريوهات للمستقبل بفرض استمرار إعداد وتنفيذ المخططات العمرانية بالطرق التقليدية المعتادة. تعددت مصادر البيانات فمنها ما وفرته السلطات المصرية بالإضافة إلى المؤسسات الدولية. التقنيات المستخدمة في التحليل هي نمذجة ديناميكية مدعومة بنظام المعلومات الجغرافية. تظهر النتائج التي توصلنا إليها أنه في ظل السيناريو الأفضل، سيكون عدد سكان إقليم القاهرة الكبرى حوالي 33.35 مليونا في عام 2050، بينما يتوقع السيناريو الأسوأ أن يبلغ عدد السكان 40.33 مليونا؛ وستبلغ انبعاثات الغازات الدفيئة للمخلفات الصلبة والمياه العادمة 703041 جيجا جرام تقريباً في عام 2050. تلقي النتائج بظلال من الشك على قدرة الإقليم على تحقيق الحياد الكربوني، ونتيجة لذلك، الرغبة في فرض ضوابط صارمة على انبعاثات الغازات الدفيئة.