تعتبر السمات التي تقدمها البيئة المبنية لضمان تحقيق الحيوية العمرانية ونشاط المشاة، انعكاسًا رئيسيًا للشوارع النابضة بالحياة، فمنذ خمسينيات القرن الماضي طبق العلماء الغربيون النظريات الحضرية الحديثة في التخطيط والتصميم العمراني، وأصبح دراسة الفراغ العمراني أكثر شمولاً، ولقد حظيت دراسة المناطق العمرانية الموجهة نحو تزايد الحيوية العمرانية وتفاعل الناس باهتمام متزايد؛ وظهر ذلك في نظرية التنوع والحيوية لجين جاكوبس (Jacobs, 1961)، ونظرية الفضاء والمكان لنوربرغ شولز (Norberg-Schulz, 1979)، ونظرية جان غايل للتواصل العام (Gehl, 2008). ولقد كانت بمثابة الأساس النظري لدراسة الحيوية الحضرية المعاصرة (Ian Bentley, 1985). وفي هذا الإطار يتناول البحث دراسة تحليلية لنظرية الحيوية العمرانية كأحد التوجهات الحديثة في مجال التخطيط العمراني من خلال عدة محاور: المحور الأول: يرتكز على توضيح بدء نشأة مفهوم الحيوية العمرانية وظهوره وطريقة تناوله في الدراسات والأبحاث العلمية بهدف التوصل إلى أهم مؤشرات الحيوية العمرانية. أما المحور الثاني: فيستعرض أهم ركائز ومكونات وخصائص البيئة العمرانية الحيوية وتكاملها مع مبادئ والنمو الذكي، بينما يستعرض المحور الثالث: إستقراء وتحليل لأمثلة عالمية ومحلية للوقوف على معرفة مقومات الحيوية العمرانية بتلك المناطق ومدى تحقيقها لشروط الحيوية العمرانية. ويمكن بلورة أهم النتائج: حيث تؤثر الفراغات الحدودية سلبا على فاعلية الحيوية العمرانية بالمدينة، إضافة لوجود علاقية طردية بين مبادئ النمو الذكي وتحقيق مستوي متزن من الحيوية العمرانية على مستوي المناطق العمرانية. كما يعد الارتباط الاجتماعي بصفات المكان مؤشراً رئيسياً لتحقيق الحيوية العمرانية. زيادة الروابط والتفاعلات الاجتماعية تؤثر على جودة الحيوية العمرانية وزيادة معدلات التنمية الاقتصادية، كما يؤدي تنوع الاستعمالات والتركز السكاني وفرص الاتصال بالشارع دور فعال في زيادة معدلات الحيوية العمرانية. في تشجيع الحيوية العمرانية.