هناك العديد من المحطات التي تستوقفنا من تاريخ الجزائر، بدءا من العصور الأولى إلى عصرنا هذا مرورا بالحضارة الرومانية و المدن التي شيدتها الممالك الإسلامية من الأندلس إلى حضارات الصحراء. فالسائح يتخيل أنه قطع مواطنا و مواسم مختلفة فيما أنه في الواقع لم يغير بلدا. إن الجزائر فضاء يختزل العالم بكامله من خلال آثار تكاد تنطق لتتحدث عن تاريخ الحضارات. فالعالمية حاضرة في الجزائر من خلال ذلك التزاوج الثقافي الذي جسده سان أوغيستين و ابن خلدون و سرفانتيس من جهة ، ومن جهة أخرى ممثلا بمختلف الأنماط العمرانية و  المعمارية لمختلف المختصين العالميين مثل الكوربوزييه، بويون وأوسكار نميير.  وعلى غرار باقي المدن الجزائرية فإن مدينة تبسه موضوع هذه المداخلة و ما تملكه من مؤهلات طبيعية و مكتسبات ثقافية وإرث حضاري يشهد على تعاقب الحضارات بها، إضافة إلى موقعها الجغرافي المميز بالتمازج بين التل و الصحراء و بوابة للجزائر من الجهة الشرقية. كما تكتسب مدينة تبسه تاريخا عريقا يضرب بجذوره لب العصور الإنسانية و الحضارات الغابرة، بحيث تداولت عليها عدة شعوب و حضارات.             إن تناوب العديد من الحضارات على مدينة تبسه جعلها تحتفظ على بيئة حضرية متنوعة و معالم تاريخية تطرح إشكالية فيما يخص المحافظة على هذا الإرث الحضري وكيفية تسخيره للعصرنة.هذا ما يشغلنا و باقي المختصين،  لأن هذه الإشكالية كما  تعتبر محلية و وطنية فإنها ذات الأهمية العالمية، حيث تستدعي البحث عن التجانس بين المجتمع و اقتصاده و ثقافته و الفضاءات الخضراء التي يعيش فيها و الذي يعتبر القاعدة الأساسية  للتنمية الحقيقية  المستدامة للمدينة التي تعتمد على الحماية المطلقة  للتراث و المواقع الأثرية الأكثر حساسية و حماية البيئة والسيطرة على التطور الفضائي للمدينة.  من خلال هذه الدراسة نطرح إشكالية حالية للمدينة الحضارية عبر مدينة تبسه بفرض اظهار أهمية الإطار المعمارى ومتابعة لتاريخ مدينة تبسه، لأجل المحافظة على البيئة  الحضرية الحالية التي تدخل ضمن مفهوم التراث المتجدد دوما