تمثل صناعة الدواجن في حياة الإنسان أهمية كبيرة كمصدر للبروتين الحيوانى ولقد أظهرت السنوات الأخيرة إزدياد إنتاج لحوم الدجاج وتحسين جودتها في جميع أنحاء العالم وذلك نتيجة التطورات العلمية والتقنية، والتي تمثلت في إنتاج الأعلاف الحيوانية المركزة والإهتمام بالإدارة والرعاية البيطرية وتطوير المعدات اللازمة لإنتاج وتصنيع لحوم الدجاج. وكان لإنشاء المسالخ الحديثة دوراً كبيراً في الرقي بهذه الصناعة، حيث عالجت الكثير من أوجه القصور التي غالباً ما تواجه المسالخ القديمة، كتلوث الذبائح وقلة أعدادها، وعدم كفاءة وسائل التبريد والتجميد، بالإضافة الى عدم الاستخدام الأمثل والإستفادة الكاملة من المخلفات. لذلك فقد روعي عند إنشاء المسالخ الحديثة معالجة أوجه القصور كافة الى حد بعيد.             وتعتبر ليبيا كغيرها من الدول التي واكبت هذا التطور، حيث انتشرت تربية الدجاج في مختلف مناطقها وذلك لتحقيق الإكتفاء الذاتي من اللحوم البيضاء، وقد أدى ذلك الى إنشاء العديد من المسالخ المتخصصة في ذبح وتجهيز لحوم الدجاج في مختلف المدن وبما أن هذه المسالخ تعتبر من المرافق التي لها علاقة وطيدة بصحة الإنسان والبيئة، ونظراً لندرة المعلومات والأبحاث الخاصة بالحالة الصحية لمسالخ الدجاج المحلية وتأثيرها على جودة لحومها وسلامة المستهلك والبيئة، فقد أصبح من الضروري تقييم الوضع الصحي لهذه المسالخ. وبناء على هذه المعطيات فقد أجريت هذه الدراسة بهدف التعرف على الوضع الصحي القائم لبعض مسالخ الدجاج المحلية الواقعة في نطاق شعبية تاجوراء النواحي الأربع وتأثير ذلك على البيئة المحيطة من خلال الكشف الصحي الظاهري على عينات من هذه المسالخ لتحديد مدى مطابقتها للاشتراطات والمواصفات الصحية المعمول بها في هذا المجال، وتقدير حجم التلوث البكتيري لعينات من ذبائح الدجاج والتعرف على بعض الأنواع البكتيرية الممرضة المصاحبة لها.