الشوارع الحضرية أحد اهم عناصر العمران في المدن الرئيسية في العالم حيث تمثل الفراغات العمراني الأكثر استخداما. الشوارع الحضرية تتيح وﺟود ﺑﯾﺋﺔ عمرانية ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻰ الشوارع الحضرية لتعطي اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠﺗواﺻل ﺑﯾن الأفراد وتزيد اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓيها واعطاء الفرصة ﻟلتفكير واﻟﺗﺄﻣل واﻹﺳﺗرﺧﺎء. ويكون له ﻣردود اﻗﺗﺻﺎدي ايضا ﺣﯾث تتميز هذة اﻟﻣﻧﺎطق ﺑﺑﯾﺋﺔ عمرانية مستدامة وتمثل ﻋﺎﻣل ﺟذب ﻟﺑﻌض الأنشطة الحيوية التي تحتاج إلى بيئة مستدامة ذكية. ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﻣﺧﺎطر اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺑﻌض الأمراض النفسية واﻟﺟﺳدﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﺻﺣﺔ. توفر الشوارع الحضرية فرصة مثالية للتنشئة الاجتماعية والاختلاط المجتمعي ورغم أهميتها في المنتج العمراني على مستوى المدينة إلا أن إهمال كثير من العناصر أفقد معظم الشوارع صيغة ومفهومها كعنصر حضاري فعال في منظومه العمران المصري.  وقد اقترحت العديد من السياسات والاستراتيجيات من قبل مخططي النقل الحضري لتطويره في السنوات الأخيرة، ولكن لم يراعيها مخططي ومصممي المدن ولم يتفاعلوا معها بالشكل المناسب. ومن أكثر المشاكل التي نواجها هي إن الاستراتيجيات المطروحة تهتم بجزئية التعامل مع قطاع النقل بصفة عامة فقط ومنفصل عن باقي العوامل الأخرى اللازمة إدراجها لتحقيق فكر شمولي عند البدء في عملية تخطيط وتصميم المدن وشوارعها الحضرية بالكامل مما يؤدي لإهدار قيمة الشارع الحضري (الإنسانية والحيوية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية) والمتعاملة مع نظام النقل التقليدي الحالي بالمدن. لذا يلزم البدء في تفهم وإدراج منظومة التنقل الحضري المستدام بالمدينة مع ربطها بالفكر التصميمي والتخطيطي له بكل المحاور الأخرى لتحقيق منظومة التنقل الحركي المستدام بكفاءة وفاعلية قصوى مع التصميم المستدام للشوارع الحضرية في مصر. يهدف البحث إلى وضع معايير ومؤشرات تصميمية لطرح إطار منهجي يحقق التفكير الشمولي لمنظومة التصميم المستدام بالشوارع الحضرية بما يحتويها من طرق ومحيطها العمراني الحيوي المتكامل.   وقد اتبع البحث المنهج الاستقرائي لاستنباط أسس ومعايير التصميم الحضري للشوارع، والتي تم تدقيقها من خلال مجموعة من الدراسات التحليلية للتجارب العالمية وكذلك دراسة ميدانية مع الخبراء والمتخصصين في المجال وصولا إلى المنهج النهائي المقترح لتفعيل مفهوم الشوارع الحضارية المستدامة في منظومة العمران المصري.