التربية هي الميدان التي تتسابق فيه الأمم لنهضة مجتمعاتها وتطويرها ومواكبة التقدم الحاصل بعالم اليوم , حيث فرض هذا التقدم والتسارع المعرفي المتزايد علي المهتمين بعمليتي التعليم والتعلم ضرورة البحث والتنقيب عن التوجهات العالمية الحديثة , والتي أثبتت الدراسات جدواها وأهميتها وأوصت بضرورة تطبيقها والاستفادة منها في تطوير نظم التعليم والتعلم , وتحسين وتجويد مخرجاتها خاصة فيما يتعلق باستراتيجيات وطرائق ونماذج التعلم والتدريس , وذلك لأن الاستراتيجيات والنماذج شائعة التطبيق حالياً لم تعد تجدي نفعاً بسبب اختلاف طبيعة العصر الذي ظهرت فيه عن طبيعة العصر الحالي بكل متغيراته وضوابطه , وقد ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من النماذج والتوجهات والنظريات التعليمية والتربوية التي تتفق في طبيعتها مع طبيعة العصر الذي نعيش فيه , والتي تهدف إلي تنمية مهارات المتعلمين وقدراتهم العقلية ,ويعد مصطلح التجول العقلي من المصطلحات الحديثة في مجال التربية وعلم النفس , كما أنه من العوامل المؤثرة في متغيرات عمليتي التعليم والتعلم , وهذه الظاهرة تعد نشاطا عقليا كثيرا ما يحدث للأفراد سواء كان الأمر متعلقا بالتعلم او ليس له علاقة بالتعلم , إلا أن حدوث مثل هذا النشاط العقلي كثيرا يضعف قدرة الطالب علي التركيز والتفكير بفاعلية في موضوع أو مشكلة معينة ( إيهاب السيد المراغي , 2020 , 51 ), وسيتناول البحث  فئة من الدارسين وهم الطلاب الموهوبون ذوو صعوبات التعلم , فقد اكتسبت هذه الفئة قبولا ودعما متناميا خلال العقد الاخير من القرن العشرين, وقد عقدت الكثير من المؤتمرات والندوات وكان محورها الرئيس هذا المفهوم الثنائي والذي يمثل وجهين لعملة واحدة أحدهما التفوق العقلي والآخر صعوبات التعلم , كما ذكر فتحي الزيات ( 2002) أن استخدام التفكير ومهارات حل المشكلات لمعالجة المعلومات يكون أسرع وأكثر فعالية عند تعليم الطلبة الموهوبون ذوو الصعوبات التعليمية , ومن أهم هذه البرامج والاستراتيجيات استراتيجية التفاعل الصفي ــــ التعلم بالخبرة ــــ التعلم التعاوني ــــ استراتيجية معالجة المعلومات .