أصبحت تطبيقات التواصل الاجتماعي بما تمتلكه من خواص تنافس وبشدة مؤسسات التنشئة الاجتماعية في تشكيل هوية المستخدمين وصورتهم الذاتية المدركة داخل هذا المجتمع الافتراضي. ويحاول طلاب الجامعة استغلال هذه التطبيقات كفرص متاحة ومداخل لتنمية قدراتهم وتحقيق أهدافهم والوصول إلى النجاح. وقد هدفت الدراسة الحالية إلى بحث العلاقة بين رأس المال النفسي وصورة الذات الافتراضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك نموذجًا" لدى طلاب جامعة المنيا، كما هدفت الدراسة إلى الكشف عن البناء النفسي للحالات الطرفية المرتفعة والمنخفضة للذكور والإناث على مقياس رأس المال النفسي من منظور المنهج الكلينيكي. وقد تكونت عينة الدراسة الأساسية من (288) طالبا وطالبة من طلاب جامعة المنيا. وقامت الباحثة بإعداد واستخدام مقياسي رأس المال النفسي، وصورة الذات الافتراضية كما استخدمت استمارة المقابلة الشخصية إعداد صلاح مخيمر (1978)، واختبار تفهم الموضوع للراشدين TAT تأليف موراي ومورجان وترجمة محمد خطاب (2٠12). وقد أوضحت نتائج الدراسة السيكومترية وجود علاقات موجبة دالة إحصائيا بين رأس المال النفسي وأبعاده؛ التفاؤل والكفاءة والأمل والمرونة وبين صورة الذات الافتراضية وأبعادها؛ الذات الفعالة والذات المنفتحة والذات المحافظة، في حين لم تكن هناك علاقات دالة إحصائيا بين بعدي صورة الذات الافتراضية؛ الذات المتخفية والذات الحسَّاسة اجتماعيا وبين رأس المال النفسي وأبعاده عدا بعد المرونة الذي ارتبط بهذين البعدين ارتباطاً إيجابيا دالًا احصائيا، وقد كانت معاملات الارتباط الدالة إحصائيا بين متغيرات الدراسة دالة عند مستوى0.01 . كما أوضحت النتائج عدم وجود فروق في كل من رأس المال النفسي وأبعاده وصورة الذات الافتراضية وأبعادها ترجع إلى أي من النوعين ذكورا وإناثا أو التخصصين كليات عملية وكليات نظرية أو التفاعل بينهما لدى عينة الدراسة من طلاب الجامعة. وقد اتفقت نتائج الدراسة الكلينيكية مع نتائج الدراسة السيكومترية؛ حيث ساعدت الدراسة الكلينيكية على توضيح البناء النفسي للحالات المرتفعة والمنخفضة من طلاب الجامعة في رأس المال النفسي. وعلى ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج قدمت الباحثة عددًا من التوصيات والبحوث المقترحة.