يعيش الإنسان فى هذه الحياة وفق قيم معينة يطبقها أو يسعى للوصول إليها، و تعتبر القيم نوع من أنواع المحددات أو الغايات ويعد الوصول إليها نوعاً من أنواع النجاح وعلامة تؤشر على حسن سير العمل فى مراحله السابقة أو ما يطلق عليه بالتغذية العكسية أو الراجعة.
وتأتى أهمية القيم فى حياة الفرد من حيث مساهمتها مساهمة فعالة فى بناء شخصيته وتشكيل تفكيره والإرتقاء بإمكانياته، ولا تقتصر أهميتها عند هذا الحد بل تتغلغل فى حياته لارتباطها عنده بمعنى الحياة ذاتها، كما أنها تعمل بمثابة موجهات للاتزان بين مصالحه الشخصية ومصالح المجتمع.(19:13)
وتعتبر القيم احدى المحددات الهامة للسلوك الاجتماعى فالقيم متعلمة ومكتسبة وبمجرد اكتساب الفرد لهذه القيم تصبح فى حد ذاتها معيار لتوجيه سلوكه وتكوين اتجاهاته نحو الموضوعات والمواقف التى لها علاقة بقيمة ما، كما أن تشبع الفرد بالقيم يؤدى إلى أنها تصبح دوافع فى تكوينه النفسى وتشكل سلوكه وتحدد قواعد هذا السلوك.(21:8)
ويتفق "ملفين "Melvin (1997م) و"محمد الهادى عفيفى" (1997م) على أن القيمة هى مجموعة من القوانين والاهداف والمثل العليا التى توجه الإنسان سواء فى علاقته بالعالم المادى أو الاجتماعى أو السماوى.( 17 :113)،(10: 286) .
وتصنف القيم حسب المجال الذى تعنى به إلى عدة أنواع منها القيم النظرية وهى رغبة الفرد بالتعلم وسعيه نحو اكتشاف المعلومات والبحث عن مصادرها، القيم الاجتماعية وتظهر من خلال رغبة الانسان بتقديم العون لمن حوله، القيم الدينية تتضح من خلال اطلاع الإنسانالمستمر على أصل الوجود والكون والتزامه بتعاليم الدين، القيم الاقتصادية تتمثل فى البحث الدائم عن الانتاج المربح والاهتمام بالأموال والثروات، القيم الجمالية يعبر عنها بالبحث عن الجمال فى الأشياء وتقدير الفن