يعيش الفنان المعاصر في زمن متسارع بأحداثه وإنجازاته التكنولوجية، حيث شكلت التكنولوجيا ووسائل العصر الحديثة تحدياً يومياً متزايداً، بالإضافة إلى تميز العصر الحديث بالنمو المعرفي المتسارع في جميع المجالات ولا سيما في الفنون أيضاً، وقد أصبحت التكنولوجيا الرقمية هي القاعدة الأساسية التي ينطلق منها أي تقدم. وبالتالي فإن التجربة الفنية الجمالية في عصرنا هذا هي مزيج من تجارب وتقنيات وأساليب مجتمعة مع بعضها وممتزجة بآخر الاكتشافات والتقنيات العلمية، ولذلك فإن دور الفنان أصبح يتمحور في صياغة أفكاره وإحساسه وليس في بذل الجهد الكبير في التقنيات التقليدية، حيث إن التقنيات الرقمية تمد الفنان بالكثير من الأدوات والوسائط التي تساعده في إثراء تجربته الجمالية من حيث الأفكار والأشكال والصياغات وغير ذلك. ويعتبر فن التصوير من أكثر الفنون التي تأثرت بالقيم الحداثية المرتبطة بالتقنيات الرقمية وربما يعود ذلك إلى قابلية هذا الفن السريعة لاستيعاب التغيرات السريعة المتلاحقة، ولكثرة مدارسه وتنوعها، وقدرتها الكبيرة على التفاعل مع الجديد. ويهدف هذا البحث إلى دراسة التقنيات الرقمية الفنية الحديثة من حيث تعدد البدائل الإبداعية على مستوى الشكل والتقنية ودور ذلك في إثراء التجربة الجمالية في فن التصوير. ومن أهم النتائج التي توصل إليها البحث أن التقنيات الرقمية الحديثة تسهم بشكل كبير في تنمية وإثراء التجربة الفنية الجمالية في فن التصوير على مختلف المستويات بشكل كبير وبصورة إبداعية متميزة.