يركز هذا البحث على مشكلة التراجم العربية لكتاب (مبادئ الإلهيات) لبرقلس– الفيلسوف اليوناني الأفلاطوني المحدث وأحد أعلام الفلسفة في القرن الخامس الميلادي– فيما يحاول الباحث رد التراجم العربية الخاصة بكتاب برقلس سالف الذكر إليه بدلاً من نسبتها خطأ إلى غيره من الفلاسفة؛ ذلك لأنه لا يعد كتاب (الخير المحض) الترجمة العربية الوحيدة لأجزاء من كتاب (مبادئ الإلهيات)، بل ثمة ترجمة عربية أخرى لأجزاء من نفس الكتاب نُسبت خطأ إلى فلاسفة آخرين غير برقلس، وأثرت بشكل كبير في شتى مناحي الفلسفة الإسلامية بنسبتها الخطأ تلك، وما زالت متداولة بيننا – إلى وقتنا هذا – في أوساطنا الفلسفية العربية على أنها لهؤلاء الفلاسفة.
يُعد الهدف الرئيس لهذا البحث – تبعاً لهذا – توضيح وتصحيح موقف المؤرخين فيما يتعلق بالتراجم العربية لكتاب برقلس سواء القدماء منهم أمثال: ابن النديم، وحاجي خليفة، والقفطي، أو المحدثين منهم أمثال: بردنهيڤر، والأب مانويل ألونسو ألونسو اليسوعي، ومورتس استينشنيدر ، وعبدالرحمن بدوي، ومحمد آركون.
وعلى هذا يمكن إيجاز أهداف البحث فيما يلي:
التأكيد على وجود ترجمتين عربيتين لأجزاء من كتاب (مبادئ الإلهيات) لبرقلس هما: (الإيضاح في الخير المحض) و(ثولوجيا أي الربوبية).
تصحيح موقف القدماء من المؤرخين أو المحدثين في نسبة نصوص برقلس خطأ إلى أرسطو، أو الإسكندر الأفروديسي، أو مسكويه برد هذه النصوص إلى برقلس صاحبها الأصلي.
عدم الخلط بين (أثولوجيا أي قول على الربوبية) وهو تلخيص لـ(تساعيات أفلوطين) وبين (تولوجيا أي الربوبية) الذي هو ترجمة عربية لأجزاء من كتاب برقلس (مبادئ الإلهيات).
الكشف عن تأثير نصوص برقلس العربية خاصة الترجمة العربية الثانية المختلفة عن كتاب (الإيضاح في الخير المحض) في الفلسفات التي جاءت بعده، على وجه الخصوص في العالم العربي الإسلامي.