لقد أصبحت الأحزاب السياسية تعمل فى بيئة سياسية متعددة المستويات( محلية، ووطنية، وإقليمية) لصنع القرار. ودفعت هذه البيئة الأحزاب الوطنية ذات الأيديولوجيه المتشابهة لخلق أحزاب عابرة للدول Transnational Parties  كاستجابة للبيئة العابرة للدول المتغيرة وذلك لتسهيل التواصل فيما بين الأحزاب داخل الدول. ومن هنا تحاول الدراسة الحالية التعرف على العلاقة بين الأحزاب العابرة للدول والأحزاب داخل الدولة. وتعتمد الدراسة في تفسير العلاقة بين الأحزاب العابرة للدول والأحزاب بداخل الدولة على الاقتراب المؤسسى مستخدمة مفهوم الحوكمة متعددة المستويات. وتوصلت الدراسة إلى أن مفهوم التفاعلات العابرة للدول يدور حول اكتشاف العلاقات وأنماط التفاعل التى تقطع حدود الدول منتجةً لتحالفات من خلال خلق شبكات تتخطى النطاق الوطنى لتصل لكافة أنحاء العالم بهدف تحقيق أهداف وظيفية محددة. لقد أدت العولمة إلى تغيير المجال الإجتماعي التي إعتادت الدولة والكيانات السياسية ما دون الدولة- مثل الأحزاب السياسية - أن تمارس فيه سيادتها وأنشطتها إلى مجال جديد عابر للحدود ومتجاوزاً لها، وهو ما يفرض على الدولة والكيانات السياسية ما دون الدولة تغييراً في انشطتها ودورها داخلياً وخارجياً. وعلى الرغم من تمتع الأحزاب السياسية العابرة للدول بعدد من المقومات التى تتمتع بها الأحزاب داخل الدولة وتتشارك معها وظائفها إلا أنها لا تسعى للسلطة فهى تتنافس فى مجال سياسى متعدد المستويات يختلف عن مجال الدولة . ومن هنا يعد التقارب الرأسى للتنظيم الحزبى هو نتيجة مرغوبة للحزب فى البيئة متعددة المستويات فهو يؤدي إلى تعزيز الكفاءة السياسية للحزب فى الحكومة، وزيادة قدرة أحزاب المعارضة على حجب السياسة غير المرغوبة بداخل الدولة حتى وإن أدى ذلك بالأحزاب الوطنية لتحمل تكلفة وعواقب على صعيد الانتخابات المستقبلية على المستوى الوطنى نتيجة مساندته للسياسات الحزبية على مستويات عدة  في إطار الحوكمة متعددة المستويات.