نلقي من  خلال البحث الضوء على الاستلهام التراثي المتنوع للشاعر ، فقد  كان استمدادا خصبا نهل خلاله الشاعر  من مشارب متعددة  حيث يمثل  حضورا على مستوى التراث الديني بالألفاظ القرآنية ، وما تحمله من دلالات متباينة  ومختلفة عبر القصائد ، كذلك التراث الصوفي الذي  يمثـّل حضورا مؤثرا في السياق الشعري تكشّف لنا من خلاله مدى ميول الشاعر لهذا  التراث وتجنيد الرموز الصوفية بكشف متناقضات العصر  وتعريتها  ، وعرضها على المتلقي ، ثم عرض الحلول الملائمة على ألسنتها  في بساطة وبعد عن التعقيد ، ويبدو أن الشاعر حالفه التوفيق  في التأني لتفصيلات هذه الحلول  فوقف معها ودار حولها وعرضها بجوانب شتى  أضاءت جنبات اللوحة  ليقنع بها المتلقي ، كذلك  من خلال تعاملنا  مع الأسطورة  حيث يبدو من خلال التعامل  ميل الشاعر إلى تجنيد الأساطير الفرعونية كأسطورة (إيزيس وأوزيريس )  في ثوب جديد يغاير ما تعارف عليه المتلقي ، ليكشف به  مثالب عصره ، ويفاجئ المتلقي  بعكس ما تعارف عليه في خبرته مع هذا التراث ،كذلك تعامل  الشاعر مع التراث العربي وما  يستتبع ذلك  من  خبرة  وثقافة عالية ،   وذلك يتضح  من خلال عرض الشخصيات التاريخية  في مشاهد تدل على تاريخين متباينين : فترة ازدهار دولة الأندلس، في موازاة فترة السقوط والانهيار ، ثم الوقوف أمام التراث الشعري  الأجنبي  حيث لم يختلف الشاعر في موقفه تجاه عصره، بل يمثل الخط الطولي للعرض طموح الشاعر ودعوته إلى كشف المحنة وتعريتها  حتى يقف المتلقي على الأسباب الحقيقية لنكسة الحاضر ، ثم يعرض الحلول من خلال رموزه التراثية  .