العلاقة بين الرجل والمرأة تاريخيا اتخذت أشكالا متعددة صورتها الآداب والفنون، وتنوعت هذه العلاقة بين الحب والقرب والقبول، والكره والبعد والرفض، وهو ما استطاعت الفنون والآداب أن تصوره في أشكال فنية تحتاج إلى تأمل ودراسة وتحليل.
وتختص الدراسة الحالية بالوقوف أمام فن واحد من الفنون هو فن القصة القصيرة، وتهدف إلى محاولة مقابلة صورة المرأة في القصص الإماراتية القصيرة عند الرجل، وصورة الرجل في القصص الإماراتية عند المرأة، من أجل البحث عن مدى تقارب الصورة عند الجنسين، ولمحاولة فهم العلاقات التي تربطهما داخل مجتمع تقليدي في علاقاته، وتغلب العصرية على كل ملامحه الظاهرية.
وتتوقف الدراسة أمام مجموعتين قصصيتين هما مجموعة "خلف الستائر المعلقة" لمحسن سليمان، ومجموعة "أجزائي المتساقطة" لليلى سالم الصم، لترصد من خلالهما أشكال وصور المرأة وتطورها في قصص المجموعتين، وتربطها بواقع المجتمع الإماراتي في تحولاته عبر أجيال القصة الثلاث: الجيل المؤسس صاحب خط البدايات ووضع البصمة الأولى في عالم الكتابة الإبداعية والقصصية بشكل عام، والجيل الوسيط الذي عايش وشهد التحولات التي طرأت على المجتمع الجديد في انفتاحه سريعا على العالم من حوله، والجيل الجديد الذي اطلع على تجربة المؤسسين، وحاول البحث في مضامين جديدة، والجيل الحاضر: الذي تتوقف الدراسة أمام كاتبين من كتابه.