في ظل ما يمر به العالم من أزمة صحية كبرى إثر انتشار فيروس كوفيد – 19، الذي اجتاح العالم خلال العامين الماضيين، وأحدث حالة كبيرة من الإرباك على مستوى كافة القطاعات، وعلى رأسها القطاع الاقتصادي بكافة أنماطه، سعت تلك الدراسة إلى التعرف على آليات إعادة بناء الثقة الاجتماعية داخل الاقتصاد الرقمي في ظل الجائحة، وسيتم ذلك من واقع عرض التراث الأدبي والنظري حول الموضوع، وكذلك التعرف بشكلٍ أكبر على مدى تأثيرها على استخدام منصات وأدوات الاقتصاد الرقمي بوجه عام، والتشاركي بوجه خاص، ومدى محورية آليات واستراتيجيات إعادة بناء الثقة في الاحتفاظ بعملاء ومستخدمي تلك المنصات، وكذلك دور البُعد الصحي في تعزيز الثقة لدى مستخدمي منصات الاقتصاد التشاركي، واكتشاف دور العلاقات الاجتماعية في تزكية التعامل في ظل الجائحة، وذلك لكشف النقاب عن التأثيرات التي طالت ذلك القطاع الاقتصادي المهم، وقد توصلت الدراسة إلى نتيجة رئيسة مفادها أنه في ظل فيروس كورونا، وانتشاره، وما فرضه من قيود طالت كافة مناحي الحياة، بما فيها الاقتصادية، من المنطقي أن تستمر الشركات، والمنصات الاقتصادية الرقمية - خاصة التي يتم فيها التعامل المباشر مع جمهور أو مستخدمين - في تعزيز معايير الثقة بطريقة تفوق الظروف العادية، لضمان استمرار العملاء والمستخدمين في التعامل معهم، واستمرار كسب ثقتهم، بل وتعظيمها خاصة وقت الأزمة، بما يضمن مزيد من التوصيات والإقبال على استمرار استخدام تلك المنصات دون خوف أو رهبة في ظل الأزمة.