سعت هذه الدراسة إلى دراسة اللامساواة الحضرية بين بعض الأحياء المتجاورة في القاهرة الكبرى وأسبابها وتأثيراتها على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، باستخدام مؤشرات وأدوات البحث المتمثلة في المكونات الاجتماعية- الاقتصادية لمجالات (التعليم، الصحة، المسكن، الأمن، الخدمات)؛ وذلك لمعرفة الاحتياجات الفعلية لسكان هذه المناطق، ووضع الاستراتيجيات المقترحة للحد من نمو اللامساواة الحضرية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتركزت الدراسة الميدانية في القاهرة الكبرى باعتبارها أهم مركز حضري في مصر، وتم استخدام الأسلوب المقارن لقياس اللامساواة الحضرية بين الأحياء الغنية والمتوسطة والفقيرة المتجاورة من حيث تخصيص الموارد وتقديم الخدمات، ومدى تأثير ذلك على تحقيق التنمية المستدامة.
واعتمدت الدراسة على استبيان وُجه إلى عينة كبيرة نسبياً (450 أسرة معيشية) موزعة جغرافياً على مناطق وأحياء متجاورة ومتباينة (راقية ومتوسطة وفقيرة) ، وأيضاً تصنيف الشرائح الاجتماعية المختلفة القاطنة في هذه الأحياء (عليا ووسطى ودنيا).
وتم اختيار (منطقة جنوب القاهرة) وتطبيق الاستبيان في أحياء المعادي القديمة والمعادي الجديدة والبساتين.
و(منطقة شمال الجيزة ) والدراسة في أحياء المهندسين وبولاق الدكرور، وجنوب الجيزة والدراسة في حي الدقي.
و(محافظة القليوبية) والدراسة في أحياء شبرا الخيمة وبنها والخصوص.
وقامت الدراسة على فرض أساسي مؤداه "أن من أسباب عدم تحقيق التنمية المستدامة لأهدافها هي اللامساواة الحضرية والتوزيع غير العادل للموارد والخدمات بين المناطق الحضرية في القاهرة الكبرى"، وتم اختبار هذا الفرض ميدانياً؛ حيث أوضحت نتائج الدراسة الميدانية أن بعض أهداف التنمية المستدامة يصعب تحقيقها في ظل تواجد اللامساواة الحضرية.