تُعَدّ ظاهرة الالتفات من الظواهر البلاغية الهامة في اللغة العربية، حيث تتميز بعمقها وشمولها نظرًا لبلاغة وجماليات النصوص القرآنية. يظهر الالتفات في اللغة العربية بأشكال متعددة، تشمل التغير في الضمائر والأفعال والأعداد، مما يضفي تنوعًا وغنىً على التعبير اللغوي. في المقابل، تُعَدّ ظاهرة الالتفات نادرة جدًا في اللغة الصينية، وغالبًا ما يتم تناولها بشكل محدود في كتب البلاغة الصينية، حيث يقتصر الالتفات في الصينية على تحويل نوع الكلمة، مثل تحويل الفعل إلى اسم، أو الصفة إلى فعل، أو الاسم إلى فعل، وذلك لأغراض بلاغية تشمل إثارة الانتباه، وتأكيد الفكرة، وإبراز التباين، وتحقيق التنوع والتجديد، والتأثير النفسي، وغيرها من الأغراض البلاغية.



يتناول هذا البحث دراسة تقابلية بين اللغتين الصينية والعربية. يهدف البحث إلى مقارنة التعريفات المختلفة لظاهرة الالتفات في كلتا اللغتين، بالإضافة إلى مقارنة أنواع الالتفات ووظائفه البلاغية. كما يتضمن البحث دراسة تطبيقية من خلال تحليل وترجمة جمل تحتوي على ظاهرة الالتفات من اللغة الصينية إلى اللغة العربية والعكس، وإبراز إشكاليات ترجمة الالتفات من اللغة العربية وإليها، مما سيساهم في تعزيز فهمنا لكيفية استخدام هذه الظاهرة في كلا اللغتين وتحقيق فهم أعمق للأساليب البلاغية المتبعة.