تهدف الدراسة الحالية إلى كشف تصورات الخبراء في التربية الرياضية نحو إمكانية تضمين الفكلور الشعبي الحركي بمناهج التربية الرياضية في سلطنة عُمان. ولتحقيق هدف الدراسة أجرى الباحثون مقابلة فردية شبه مفتوحة مع عينة من الخبراء المختصين بالتربية الرياضية تكونت من ثلاثة أكاديميين من جامعة السلطان قابوس وخمسة مشرفين للمادة من وزارة التربية والتعليم، كشفت النتائج أن عينة الدراسة ترى في الفلكلور الشعبي الحركي أداة فعالة في الحفاظ على الهوية الثقافية، والوصل بين الأجيال المختلفة من خلال تدريب الطلبة على هذه الرقصات التي ترتبط بجوانب حياتية مختلفة مثل الأفراح أو الاحتفالات أو الحرب، أو العمل في مهن معينة. وتظهر نتائج المقابلات أن تدريس الفلكلور الشعبي الحركي يتوافق مع أهداف التربية الرياضية التي تسعى لتعزيز الهوية الوطنية والمواطنة علاوة على تنمية التوجهات نحو النشاط البدني، لكنهم يؤكدون أهمية مراعاة متغير الجنس والعادات والتقاليد الإسلامية، والأعراف المجتمعية في انتقاء الرقصات الشعبية الفلكلورية التي يدربون الطلبة عليها. وأن تضمين الفلكلور الشعبي الحركي يحقّق الفوائد المعرفية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية والعاطفية، وبالتالي يبرز ذلك وحدة المعرفة والتكامل بين الأبعاد المعرفية للفلكلور الشعبي الحركي. وكشفت النتائج ثلاثة تحديات يمكن أن تواجه تطبيق الفلكلور الشعبي الحركي، مرتبطة بأولياء الأمور ومدى تقبلهم هذا المدخل، والطلبة ومدى تفاعلهم، والمعلمين ومدى تمكنهم من أداء هذا الفلكلور وتدريب الطلبة عليه بشكل صحيح.

وفي ضوء ما توصلت إليه الدراسة يوصي الباحثون بتطوير مناهج التربية الرياضية بتضمينها دروسًا وأنشطة في الفلكلور الشعبي الحركي، مع مراعاة الفنون الشعبية الرجالية والنسائية. فمثل هذا التطوير يساعد مؤسسات التعليم في تحقيق متطلبات رؤية عمان ٢٠٤٠ التي جعلت من ضمن أولوياتها تربية الأجيال على الاعتزاز بالهوية والإرث الحضاري العُماني.