يُعد التحکيم رکيزة من الرکائز الأساسية في المنافسات الرياضية فلا وجود لمنافسة مکتملة دون حکم يديرها ويقوم بتطبيق القوانين الدولية للعبة ، لذا يتطلب تهيئة وتطوير مستوي أداء الحکام وقدراتهم النفسية والعقلية ليترک أثراً إيجابياً لدى اللاعبين والمدربين والإداريين والجمهور، وبالتالي يرتفع مستوى اللعبة، ولا يرتفع مستوى اللعبة إلا من خلال الارتقاء بمستوى التحکيم الذي يجب أن يکون ملازماً لتطوير اللعبة ، خاصة في المواقف التنافسية الضاغطة ، وترتبط المنافسة بالعديد من المواقف الانفعالية المتباينة في شدتها وقوتها، لن يأتي هذا إلا عندما يکون الحکم قادراً على أخذ قراراته بشکل صحيح وسريع مواکباً لحدوث الخطأ وبکل شفافية متجاهلاً أي ضغوط نفسية يتعرض لها أثناء المنافسة. (4: 179)
فالحکام الجيدون يُسّرعون تدفق الحدث الرياضي مع الأخذ في الاعتبار أن نتيجة المباراة تعتمد على تکتيکات ومهارات اللاعبين مع ضمان لعب المباراة وسيرها بسلاسة وفقاً للقواعد واللوائح والتدخل بأقل قدر ممکن ، ويُعد الحکام جزءاً أساسياً من رياضة الکاراتيه وهم البُعد الثالث للأحداث الرياضية بعد اللاعبين والمدربين، لأنهم يقومون بتقييم الإجراءات المختلفة کجودة الأداء، واللعب النظيف، والامتثال الصارم للقواعد مما يجعل الانضباط متماشياً مع سيناريو المنافسة المحدد مسبقاً.(47)
وتري الباحثتان أن الحکم الجيد يتمتع ببعض الصفات التي تعتبر في الأساس مهارات نفسية والتي يمکن تعلمها وممارستها، فالمواقف المتغيرة انفعالياً تعني القدرة على الأداء الجيد في ظل مجموعة متنوعة من الظروف المسببة للضغط، فالحکم الذي لا يستطيع التحکم في انفعالاته يجد نفسه في معرکة مع النفس