يشهد العالم العديد من التحديات، أبرزها ارتفاع وتيرة التغيير بشكل متسارع وفي بعض الأحيان بشكل غير متوقع، مما يجعل من الصعب على أي مؤسسة تحديد حجم التحديات التي تواجهها بدقة، أو توقع التصرف الصحيح حتى تستطيع التعامل معه بفعالية، فالتوسع المعرفي، والتغييرات التكنولوجية السريعة، وغيرها من التطورات الحديثة والتحديات التي أدت الى التغير في احتياجات العملاء ومتطلباتهم، وزيادة حدة التنافسية، واضطراب سوق العمل وعدم استقراره، مما يجعل استخدام الممارسات وأساليب العمل المعتادة لإدارة التغيير لا تكفي لمساعدة المؤسسات في مواكبة تلك التغييرات، مما أصبح من الضروري البحث عن أساليب عمل تمكنها من الاستجابة السريعة لمواكبة هذا التغيير، واستغلال مواردها، و استخدامها في التوقيت الصحيح. (هالة أمين مغاوري، 2016، صــ135).
ويعد مدخل الرشاقة التنظيمية organizational Agility أحد المداخل الإدارية الحديثة التي ظهرت في بداية التسعينات من القرن العشرين في الولايات المتحدة الامريكية، ففي عام1990م، تم اكتشاف ضعف قدرة العديد من المؤسسات في المجال الصناعي الأمريكي على المنافسة أمام مثيلاتها في أسواق العمل الدولية ، ومن ثم قرر الكونجرس الامريكي- في ذلك الوقت- اتخاذ التدابير اللازمة كافة لمواجهة الأمر، وذلك بإنشاء لجنة للبحث والوقوف على الأسباب، والذي انتهت بإصدار تقرير ليهاي Lehigh Report نسبة الى مكان إصدار هذا التقرير من جامعة ليهاي في ولاية بنسلفانيا الامريكية، والتي تبين ازدياد معدل التغييرات في بيئة العمل بنسبة أعلى من المعدلات المتطلبة للتنافس، ودعت لضرورة تبني: استراتيجيات، ونظم وأساليب عمل جديدة تمكنهم من المنافسة، وذكر مفهوم الرشاقة Agility ضمن هذا التقرير، ثم تطور هذا المفهوم بعد ذلك على ضوء تزايد الحاجة لتلبية احتياجات العملاء المتغيرة وغير المتوقعة بالسرعة اللازمة لذلك