المقدمة: يعد توفير بيئة تعلم مشجعة للمتعلمين من العوامل والعناصر الهامة التي تؤدي إلى نجاح العملية التعليمية وعلى تقبل الأنشطة والمحتوى الدراسي حيث أنه كلما تم توفير مناخ وجو مناسب لاستقبال عمليات التعلم كلما ساعد ذلك على تحقيق الأهداف التعليمية، وقد فرت الإنترنت للتربويين إمكانيات هائلة جعلتهم يعيدون النظر فى أساليب التعليم التقليدية، فى محاولة لاستثمار تلك الخدمة المعلوماتية لرفع فاعلية وكفاءة النظام التعليمى. ومن تلك الاستثمارات القيمة التى نتجت عن الإنترنت، بيئات التعلم الشخصية، والتى تعد تمثيلا لدور المتعلم الذى يبنى بنائه المعرفى بنفسه ثم يتشاركه مع الآخرين. وتعنى بيئة التعلم الشخصية فى اللغة إضفاء الطابع الشخصى على بيئة التعلم، ويعنى ذلك أن يتم موائمة فرص الحصول على المعلومات حول التعلم والمحتوى من خدمات وجماعات متعددة بحيث تتناسب مع اهتمامات المتعلم، كما أن مصدر المعلومات يتم تحديده بواسطة المتعلم نفسه (Schaffert&Hilzens,2008). وقد توصل جونسون وآخرون (Johnson, et al., 2006) إلى أن بيئة التعلم الشخصية هى أحد المجالات التى تتطلب قدرا كبيرا من البحث وخاصة حول طبيعة دور "أنشطة التعلم" فى الحفاظ على العلاقات الاجتماعية داخل سياق التعلم، وإلى أى مدى تنمى هذه الأنشطة الأداء المهارى والتحصيل للمتعلم وهى من إحدى نقاط البحث فى هذه الدراسة. ويرى ويلسون وآخرون (Wilson,et al, 2006) أيضا أن مفهوم بيئة التعلم الشخصية يشير إلى بيئة تمكن المتعلمين من الاستفادة من مجموعة واحدة من الأدوات وتطوعها لاحتياجاتهم وتفضيلاتهم فى بيئة تعليمية واحدة وهذه الأدوات تسمح للمتعلم بالتعلم مع آخرين بعيدا عن تعلمهم الرسمى، والتحكم فى مصادر تعلمهم سواء من تلك التى وجدوها بأنفسهم أو ابتكروها أو حصلوا عليها من زملائهم، وإدارة الأنشطة التى يشاركون فيها بأنفسهم، وتكامل تعلمهم بإتاحة الفرصة للجمع بين التعلم من مختلف المؤسسات، وإعادة استخدام الشواهد والكفاءات. ويرى ستيفن دونز (Downes,2007) أن بيئة التعلم الشخصية ليست تطبيق فى حد ذاته بل هى توصيف لمدخل تعلم الكترونى، وعلى الرغم من ذلك فإنها مزيج من مختلف التطبيقات والخدمات بحيث من الممكن تطوير تطبيقات تجمع بدورها الكثير من الوظائف التطبيقية وتسمح بسهولة الوصول إلى الخدمات المختلفة، فهى لاتتكون من نوع واحد من التكنولوجيا بقدر ماهى ناتج عن فهم الفكر الذى يكمن وراء المفهوم.