تعد مرحلة الطفولة المبكرة من أكثر المراحل العمرية أهمية في حياة الإنسان وأخصبها، حيث يتشكل ويتطور نمو الدماغ فيها بالتجارب المبكرة التي يتعرض لها ويتأثر بكميتها ونوعيتها تأثراً مباشراً. فتتشكل تفاعلات أطفال المهد والدراجين بالخبرات والمثيرات الحسية المبكرة التي يتعرضون لها، كما تنمو لديهم مهارات اللغة المنطوقة والمكتوبة التي تبدأ منذ الميلاد من خلال تعرضهم لجميع أشكال الكتب المناسبة لهم (الكتب الورقية والقماشية المتنوعة) التي يتم قرائتها لهم بدور الحضانة بواسطة المعلمات.
فالأطفال حديثي الولادة والرضع والدراجين يستجيبون وينجذبون بشدة لأصوات الأشخاص المألوفة لديهم وذات الإيقاع اللغوي عند سماعهم لقراءة شخص أكثر من التحدث إليهم، ورأت منتسوري أنهم يستكشفون العالم المحيط بهم ويتعلمون من خلال استخدامهم لحواسهم مثل رؤية شفاه قارئ الكتاب، ومشاهدة صفحاته، والشعور بدفء الشخص الذي يقرأ إليهم، لذا نادت بضرورة تعرضهم للكتب المتضمنة لصور الأشياء المألوفة لديهم مثل صور تعبيرات الأطفال الصغار المتنوعة (التحمس، الضحك، الإنزعاج، النوم، الفضول، الحيرة)، والكتب (الحسية - متعددة الثقافات-ذات النصوص الإيقاعية والغنائية).