تعد المسئولية الإجتماعية (Social Responsibility) مطلباً هاماً وضرورياَ لمواكبة التنمية الشاملة في الوقت الحالى، كما تمثل المسئولية الإجتماعية أهميةً حيوية لإعداد جيل واعٍ من الشباب يتحمل مسئولياته الحالية والمستقبلية، وحتى يتسنى لهؤلاء الشباب تحمل أدوارهم بكفاءة ومرونة، ولكي يتمكنوا من مواكبة التطور بكل الإتجاهات وعلى كافة الأصعدة المحلية والعالمية، ومن الجدير بالذكر أن مرحلة التعليم الجامعي تتواكب بدورها مع مرحلة المراهقة المتأخرة والتي حددتها منظمة الصحة العالمية(WHO) في تقريرها عن المراهقين (2010) إذ أنها تتراوح بين(17-23) عاماً، أي أنها تواكب مرحلة التعليم الجامعي.
حيث ترى (عبير البدرى،2011) أن مرحلة المراهقة المتأخرة هي "نهاية المراحل السابقة بدءاً بالطفولة , وإنتهاءاً بمرحلة الرشد، وتتسم بأنها فترة عصيبة حرجة , ومنعطف خطير في حياة الإنسان حيث البحث عن الذات والهوية , وتكوين الأهداف , وإيجاد السبل المناسبة لتحقيقها , وذلك لأنها مرحلة تتأثر بما قبلها , وتؤثر فيما بعدها من فترات سابقة , ولاحقة على السواء، فهي مرحلة ذات طبيعة بيولوجية وإجتماعية خاصة، إذ أنها تعد تجميعاً حقيقياً لكل ماسبقها من مراحل , ويتمثل هذا التجميع في التكوين النفسي والإجتماعي للشخصية، حيث يتعرف الكائن البشري على معظم قدراته , وإمكاناته المتعددة , وجوانب شخصيته الخفية , إذ أنها تبدأ بالبلوغ الجنسي للذكر والأنثى على السواء , ويتخللها التعرف على الآخر الذي يمثل المتبقي من تحقيق الإكتمال النفسي , وتنتهي حيث يتم إكتمال النضج , وبلوغ مرحلة الرشد".
والجدير بالذكر أن أغلب الإضطرابات الشخصية تظهر جلياً في مرحلة المراهقة المتأخرة والتي تمثل في هذه الدراسة مرحلة (التعليم الجامعي)، ومما لا شك فيه أن هذه المرحلة العمرية تحتاج إلى المزيد من البحوث العلمية والعملية، وتصميم البرامج المتخصصة للتعرف على المشكلات المتعددة لدى العديد من المراهقين، ومن خلال الدليل التشخيصي والاحصائي الرابع المراجع، والخامس للإضطرابات النفسية الصادر عن الجمعية الآمريكية للطب النفسي DSM-IV-TR,2000),(DSM-5),)، تعد الإضطرابات الشخصية نمطاً دائماً من الخبرة الداخلية والسلوك ينحرف بشكل كبير عن توقعات ثقافة الفرد.
استخدمت الباحثة المنهج الوصفي الارتباطي بحدوده المعروفة من الإحساس بالمشكلة، وفرض الفروض، وجمع البيانات، وتصنيفها، وتحليلها والتوصل إلى نتائج خاصة بالظاهرة موضع الدراسة.