يهدف البحث الحالي إلى دراسة فاعلية برنامج إرشادي لتنمية الجدارات الإدارية الداعمة للتميز المهني للشباب الجامعي في سوق العمل، وتكونت عينة الدراسة من (308) شاباً وفتاة في المرحلة الجامعية بالسنوات الدراسية النهائية من كليات عملية ونظرية من جامعات حكومية و خاصة، وممن تتراوح أعمارهم ما بين (18-25) سنة، ومن مستويات إجتماعية وإقتصادية مختلفة، تم إختيارهم بطريقة غرضية، وإشتملت أدوات البحث علي إستمارة البيانات العامة، مقياس الجدارات الإدارية الداعمة للتميز المهني، البرنامج الإرشادي المعد بواسطة الوسائط الفائقة لتنمية الجدارات الداعمة للتميز المهني في سوق العمل للشباب الجامعي، وإتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي، والمنهج التجريبي.         توصلت نتائج البحث إلى أن هناك إتفاقاً بين آراء الخبراء من أعضاء هيئة التدريس وأصحاب الأعمال على أهمية بعض الجدارات الإدارية الداعمة للتميز المهني للشباب الجامعي، وبناءً على هذه النتيجة تم التركيز على تلك الجدارات الإدارية في البرنامج الإرشادي المقترح بهدف تنميتها للتميز المهني في سوق العمل للشباب الجامعي، كما يتضح من نتائج البحث أن أهم جدارة إدارية لتحقيق التميز المهني هي الثقة بالنفس، حيث جاءت بالترتيب الأول، يليها الإدارة الذاتية وإدارة الأولويات، في المرتبتين الثانية والثالثة على التوالي. تأتي بعد ذلك جدارات أخرى مثل المبادرة، سرعة البديهة، التوجيه نحو الإنجاز، الاتصال وتوطيد العلاقات، وأخيرًا العمل الجماعي في المرتبة الثامنة، بالإضافة إلى ذلك، جاء استخدام الحاسب الآلي في الترتيب الأول، حيث يرى الشباب الجامعي بأنه أهم جدارة فنية لتحقيق التميز المهني، يليه المهارات الرقمية والتسويق الإلكتروني، بينما تُعتبر البرمجة والبحث والتفكير الاستراتيجي مهارات هامة أيضًا. في حين تُصنف المهارات اللغوية والكتابية والتحليل البياني كمهارات داعمة أقل أهمية. ويركز الشباب الجامعي على الدورات التي تؤهلهم لسوق العمل، مثل تطوير المهارات الشخصية واستخدام مهارة ICDL والعرض الفعال، بينما تُعتبر الدورات المتخصصة مثل التحليل البياني والتفاوض أقل أهمية نسبيًا. علاوة على ذلك، يركز الشباب الجامعي على الدورات التدريبية لتطوير جداراتهم السلوكية والقيادية والفنية والتكنولوجية لتعزيز فرصهم الوظيفية، في حين يعتبر الابتكار وبناء المشاريع أقل أهمية في الوقت الحالي. وأظهرت النتائج أن غالبية الشباب الجامعي يمتلكون وعيًا متوسطًا إلى مرتفع من الجدارات الإدارية، حيث أن 65.6% لديهم وعي متوسط بالجدارات السلوكية، التي احتلت المرتبة الأولى، بينما جاءت الجدارات القيادية والفنية والتكنولوجية في المراتب التالية من حيث الوعي المتوسط، مما يعكس تأثير التعليم الجامعي والتفاعل المجتمعي في تعزيز هذا الوعي، كما أوضحت النتائج وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01) بين الذكور والإناث على مستوى الجدارات الإدارية الداعمة للتميز المهني في سوق العمل، حيث تفوق الذكور في الجدارات القيادية، بينما تفوقت الإناث في الجدارات السلوكية والفنية والتكنولوجية. كما توجد فروق دالة إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.01) لصالح طلاب الجامعات الخاصة في الجدارات الإدارية الداعمة للتميز المهني. إضافة إلى ذلك، توجد فروق دالة إحصائيًا عند مستوى (0.01) في الجدارات الإدارية الداعمة للتميز المهني بين طلاب الكليات النظرية والتطبيقية، حيث تميز طلاب الكليات النظرية في الجدارات الفنية والتكنولوجية، بينما تفوق طلاب الكليات التطبيقية في الجدارات السلوكية والقيادية. وتوجد فروق دالة إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.01) بين العاملين بجانب الدراسة وغير العاملين بجانب الدراسة، حيث يتفوق الشباب غير العاملين بجانب الدراسة في الجدارات الفنية والتكنولوجية، بينما يتفوق الشباب العاملون بجانب الدراسة في الجدارات السلوكية والقيادية. كذلك ويتضح أن نوع الجامعة هو العامل الأكثر تأثيرًا في التباين في الجدارات الإدارية الداعمة للتميز المهني. وأخيرًا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات التطبيق القبلي والبعدي في جميع محاور المقياس لصالح التطبيق البعدي.