يُعَدُّ إصلاح نظام الموازنات جزءاً مهماً من الإصلاح الشامل للقطاع الحكومي، والذي يهدف إلى تعزيز تحول نظام الموازنة من الرقابة على المدخلات إلى التركيز على المخرجات والنتائج، وتحسين الكفاءة التشغيلية، وتعزيز التوجه نحو تحقيق النتائج، والتقدم نحو إمكانية تطبيق موازنة البرامج والأداء لتحقيق الكفاءة والفعالية والرقابة في القطاع الحكومي وترشيد الإنفاق. ومع ذلك فإن الأساس المنطقي لموازنة البرامج والأداء هو توفير واستخدام معلومات الأداء في عملية إعداد الموازنة لتحسين تخصيص الموارد. وتنهج الدراسة الحالية منهج دراسة الحالةcase study) ) الإستكشافية. وقد تم إختيار جامعة سامراء لدراسة نظام الموازنة الحالي وإجراء المقابلات. ويتمثل الهدف الرئيسي للدراسة في استطلاع أراء العاملين في جامعة سامراء بشأن مدى فعالية نظام الموازنة المطبق حالياً في التخطيط والرقابة وتقييم الأداء وإتخاذ القرارات، ومدى توافر المقومات اللازمة لتطبيق موازنة البرامج والأداء كمقترح لتفعيل الرقابة وتقييم الأداء في جامعة سامراء محل التطبيق. ومن أهم النتائج التي توصل لها الباحث ضرورة التخلي عن موازنة البنود والإعتمادات التقليدية لما تعانيه من أوجه قصور ومشكلات في التطبيق، حيث تفتقر الموازنة التقليدية للرقابة على الخدمات المقدمة، ويتضاءل دورها في متابعة وتقييم الأداء وكذلك ترشيد الإنفاق الحكومي. ولذلك يوصي الباحث بضرورة الإسراع في تطبيق موازنة البرامج والأداء لما لها من فوائد في تحسين الكفاءة والفعالية وترشيد الإنفاق، وهو ماأشار اليه العديد من المؤسسات التي قامت بتطبيقها.