يُعد النشر العلمي الطريق الفاعل وأحد أهم المقاييس المستخدمة لتقدير مستوى الإنتاج العلمي لأي دولة بالعالم، وأهم آليات مشاركة وإثراء المعرفة العلمية وإيصالها إلى من يحتاجها وتحقيق متطلبات التبادل المعرفي، لأن العلم ليس له قيمة ما لم يتم نشره وإتاحته لخدمة البشرية، وأصبحت المعرفة ذات صبغة عالمية بفضل استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات التي سهلت التواصل بين الباحثين بغض النظر عن الحواجز الجغرافية.
تهدف الدراسة إلى التعرف على المفاهيم الرئيسة للنشر العلمي لغةً واصطلاحًا وسرد مُبسط عن تاريخ ظهوره ونشأته في الأوساط العلمية، فضلًا عن التعرض لأشكال وتصنيفات النشر العلمي وحلقات دورة النشر العلمي التقليدي، والتعرف على المعوقات والتحديات التي تواجه النشر العلمي في الأنشطة الأكاديمية، فضلًا عن الاتجاهات والتقنيات الحديثة التي يتم استخدامها في النشر العلمي في الوقت الراهن أهمها منصات شبكات التواصل الاجتماعي الأكاديمية، الوصول الحر، الذكاء الاصطناعي، واستخدام تقنية البلوك تشين في النشر العلمي.
توصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها أن أنظمة النشر العلمي الحالية تعاني من بعض المشكلات التي تواجه الباحثين عند نشر بحوثهم العلمية، منها ما يتعلق بالباحث نفسه أو معوقات تنظيمية وأخرى تتعلق بأوعية النشر، كما أدت التطورات التكنولوجية الحديثة وتقنياتها إلى ظهور العديد من الاتجاهات الحديثة التي تساهم في التغلب على المشكلات التي تواجه النشر العلمي مثل الوصول الحر، وتقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، أوصت الدراسة بضرورة العمل على وضع أنظمة للنشر العلمي تتميز بالأمانة والشفافية لتوفير مزيدًا من المساواة بين البحثين وحماية أفكارهم البحثية، وتدريب الباحثين من خلال تنظيم دورات تدريبية على الأساليب والتقنيات الحديثة في النشر العلمي، فضلًا عن توفير التمويلات اللازمة من قِبل المؤسسات الأكاديمية لمساعدة الباحثين على نشر بحوثهم العلمية.