هدفت الدراسة الحالية إلى اختبار تأثير عدم الأمان الوظيفي بوصفه متغيراً مستقلاً، والصراع بين العمل والأسرة بوصفه متغيراً وسيطاً على الاحتراق الوظيفي بوصفه متغيراً تابعاً، لدى المعلمين بالمدارس الخاصة بمحافظــة الــدقهـليــة. وأجريت الدراسة على عينة قوامها (341) مفردة، وتم جمع البيانات الأولية باستخدام قائمة استقصاء تم توزيعها على مفردات العينة، وبلغ عدد قوائم الاستقصاء الصحيحة (287) قائمة بمعدل استجابة (84.2%)، ومن خلال استخدام أسلوب المربعات الصغرى الجزئية (PLS). وتوصلت الدراسة إلى وجود تأثير معنوي مباشر لعدم الأمان الوظيفي علي كل من الصراع بين العمل والأسرة والاحتراق الوظيفي، وكذلك تم التوصل إلى وجود تأثير معنوي مباشر للصراع بين العمل والأسرة علي الاحتراق الوظيفي، بالإضافة إلى أن الصراع بين العمل والأسرة يتوسط جزئياً العلاقة بين عدم الأمان الوظيفي والاحتراق الوظيفي.
ويري الباحثان أن إدراك المعلمون لعدم الأمان الوظيفي وزيادة القلق بشأن فقدان وظائفهم يجعلهم يبذلون مزيدا من الجهد في العمل وإن كان ذلك علي حساب تقليل الوقت والجهد المبذول في مسؤلياتهم الأسرية كوسيلة لتجنب فقدان وظائفهم وإقناع إدارة المدرسة بأنهم ذو قيمة للمدرسة التي يعملون بها. كما ينتج عن الضغوط التي يتعرضون لها بالعمل في المدرسة صعوبة المشاركة في الأنشطة/المسؤوليات العائلية بسبب الإرهاق الشديد فحالة التوتر الشديد التي تنتابهم تمنعهم من الاستمتاع مع عائلتهم. كما أنه عند تعرضهم لمشكلاتهم الأسرية قد يتصرفون بنفس الطريقة التي يتبعونها في حل مشاكلهم بالعمل حيث يصبحوا مبرمجين علي نفس طريقة التعامل حتى وأن كانت هذه الطريقة غير فعالة في مشاكلهم الأسرية.