يلقى موضوع مصداقية التقرير عن أنشطة الاستدامة اهتماماً كبيراً في الوقت الراهن، نظراً لتأثير معلومات الاستدامة في اتخاذ القرارات الاستثمارية والتمويلية، كما تتجه الأنظار نحو المراجعة الداخلية ومدى قدرتها على أداء دور فعال في دعم مصداقية هذا النوع من التقارير؛ لذا هدفت هذه الدراسة إلى وضع إطار مقترح يحدد دور المراجعة الداخلية التأكيدي والاستشاري في دعم مصداقية التقرير عن أنشطة الاستدامة، مع بحث التحديات التي تواجه المراجعة الداخلية في هذا المجال، وسبل مواجهة هذه التحديات.
واستخدمت الدراسة أسلوبي التحليل النظري والدراسة الميدانية؛ واعتمدت الدراسة الميدانية على استطلاع رأي 154 مفردة من أعضاء مجالس الإدارة ورؤساء الإدارات التنفيذية والمراجعين الداخليين في الشركات المصرية ومراجعي الحسابات الخارجيين، والباحثين، وتم إجراء اختبار Kruskal-Wallis للتحقق من معنوية الفروق بين مجموعات الدراسة.
وتوصلت الدراسة إلى أن المراجعة الداخلية بما لديها من خبرات ووجودها في موقع متميز بالشركة، يمكنها أداء مجموعة من خدمات التأكيد والخدمات الاستشارية التي تدعم مصداقية التقرير عن أنشطة الاستدامة، وعلى الرغم من ذلك، فإن أداء هذا الدور يتعرض لعدة تحديات منها عدم توافر الخبرات في مجال أنشطة الاستدامة، واستخدام المنهج التقليدي في المراجعة، وعدم وجود معايير موحدة وملزمة للإفصاح عن أنشطة الاستدامة؛ ويمكن مواجهة تلك التحديات من خلال تكوين فرق المراجعة متعددة التخصصات، وتقديم الدورات التدريبية اللازمة للمراجعين الداخليين في مجال الاستدامة، بالإضافة إلى استخدام المناهج الحديثة في المراجعة مثل منهج المراجعة الرشيقة؛ وأثبتت الدراسة عدم وجود فروق معنوية بين مجموعات المستقصى منهم بشأن دور خدمات التأكيد والخدمات الاستشارية التي تؤديها المراجعة الداخلية في دعم مصداقية التقرير عن أنشطة الاستدامة، والتحديات التي تواجه المراجعة الداخلية عند تقديم خدماتها، وسبل مواجهة تلك التحديات.