يؤثر الإفصاح الاختياري بشكل كبير على سوق الأوراق المالية، نظراً لأنه يُمَكّن الشركات من عرض وتقديم نتائج أعمالها من خلال الإفصاح عن العمليات والأنشطة الخاصة بها؛ مما يخلق أفكاراً لدى الأفراد والجهات المتعاملة معها حول ماهيتها وأدائها، كما يؤدي إلى تقليل الغموض لدى الأطراف الخارجية عن مستقبل الشركة وقيمتها وفرص الإستثمار بها.
ويعتبر الإفصاح الاختياري عن البيانات غير الجوهرية أحد أنواع الإفصاح الاختياري التي لا تمثل عملية الإفصاح عنها حافزاً للتداول وبالتالي لا يؤثر الإفصاح عنها علي سعر الورقة المالية، ولكنها في حال تم الإعلان عنها بشكل عام قد توفر بعض المعلومات للمحلل المالي؛ بحيث أنه في حال وضعها جنباً إلى جنب مع معلومات عامة وخاصة أخرى ومشاهداته الشخصية في الفسيفساء الخاصة به يحصل في النهاية علي معلومات جوهرية يمكن أن تكون فعالة في عمليات التداول.
وقد استهدف البحث إثبات وجود أثر للإفصاح الاختياري عن البيانات غير الجوهرية على زيادة عدم تماثل المعلومات في أسواق الأوراق المالية الناشئة، وذلك من خلال إعداد نموذج رياضي يعتمد على نظرية الفسيفساء، ويتم من خلال هذا النموذج اختبار العوامل التي تؤدي إلى تحول الإفصاح الاختياري إلى إفصاح مُضِر يكون له نفسه أضرار الإفصاح الانتقائي أو التداول من الداخل، وهو ما يؤدي إلى فقدان أسواق الأوراق المالية أحد أهم ركائزها وهو أن التداول يكون وفق بيئة عمل متساوية.