تؤكد هذه الدراسة ربطا بين فن النحت الميداني و التشكيل المعدني وخاصة التشكيل بالطرق علي النحاس في ضوء مفهومي التصور والتطبيق، فهي تلقي الضوء على تجربة ذاتية لتشكيل تمثال ميداني، حيث تشير العديد من الدراسات انه نادرا ما يستخدم الطرق علي النحاس في تشكيل الاعمال الميدانية، مما دعا الباحث إلى خوض تلك التجربة عبر تحول الفكرة التشكيلية من تصور ذهني إلى واقع حقيقي ملموس خلال عملية التطبيق، فهي تجربة تؤكد التواصل مع ما هو فنّ، وتؤصل وجوداً لفن النحاس المطروق مرتبطاً بفن النحت، حيث استخدم الباحث أسلوب الطرق علي النحاس في تشكيل تمثال ميداني معدني، ولا شك أن ذلك تتطلب منه إعادة التفكير في التصميم المعدني وتطويره بما يتسق مع مفهوم التماثيل الميدانية وفقاً لتعدد وتنوع الحلول التشكيلية والإنشائية ومتغيرات عملية التشكيل، بالإضافة إلى جهداً إبداعياً و قدرة الفنان على الأداء التطبيقي ليصل لحل جمالي وتشكيلي يؤكد فكرته، وفي ضوء ما سبق اثبتت الدراسة امكانية اثراء التشكيل المعدني الميداني اعتماداً على المحددات الجمالية للطرق على النحاس في ضوء مفهومي التصور والتطبيق من خلال الإجراءات التطبيقية لصياغة التمثال وتنفيذه في ساحة جامعة القيروان معهد الإعلامية.