تتلخص فكرة البحث على الاستفادة من الأبعاد التشكيلية لفن البورتريه في تعبيره عن مفردة "الملامح الإنسانية" اعتماداً على توظيف أسس وعناصر وقيم التصميم بهدف صياغة مشغولة خشبية متعددة المستويات ومتراكبة الاسطح ذات رؤى جمالية مستحدثة وتناسب إمكانيات التنفيذ بخامة الخشب الطبيعي، إضافة الى الاستفادة بعدد من المداخل الفنية والفلسفية لأثراء الجانب الفكري من البحث والتي تنوعت ما بين الاتجاه التكعيبي كمدرسة فنية ذات فكر هندسي تلائم إمكانيات التنفيذ بخامة الخشب الطبيعي وطبيعته التكوينية، وكذلك الاستفادة من بعض مداخل التجريب كالتحطيم والاختزال واللذان يتوافقا مع الفكر التصميمي والانشائي لصياغة الرؤية الأولية لشكل البورتريه الخشبي بصورة غير نمطية وتناسب أسلوب التنفيذ بالحجوم الخشبية هندسية المقطع، كما تم الاستفادة من أحد المداخل الفلسفية وهي السيمائية والتي تبحث في علم الدلالات والرموز داخل العمل الفني بشتى انواعه حيث ظهرت ترجمة أهدافها في دلالات أشكال البورتريه الخشبي المنفذ، والذي اعتمد تجميعه على التعاشيق الخشبية كعناصر جمالية، إضافة لوظيفتها الأساسية في ربط وتثبيت الأجزاء الخشبية مع بعضها البعض.
وقد استخدم الباحث عددا من التجارب اللونية والشكلية لمعالجة السطح الخارجي للمشغولات الخشبية بالشروزة والصبغات اللونية والتكسية بأوراق الذهب والفضة لبعض المساحات كتطعيم جزئي لها، وقد وضع الباحث عدداً من المعايير التي تم ترتيب وتصنيف وتنظيم الاعمال الفنية الخشبية المنفذة كتجربة ذاتية تم تنظيرها وتحليلها فنيا بأسلوب يتوافق مع المحتوي الفكري والجمالي للبحث، وتم ذلك بعمل خمسة عشرة معلقة خشبية جدارية مجسمة بخلفية تم عرضها كتطبيقات ذاتية للباحث للتعبير عن فكره لشكل البورتريه برؤية ابتكارية مستحدثة لصياغة مشغولة خشبية معاصرة.