يقوم هذا البحث على تجربة عملية استهدف خلالها الباحث بحث مدى إمكانية الاستفادة من منطق فن التخصيص، ذو الجذور الدادائية، والذي يجيز إعادة تقديم الأشياء الجاهزة، بعد إدخال قدرا من التعديلات عليها، بوصفها أعمالا فنية؛ من أجل ابتكار أعمال فنية مفاهيمية من الجرافيك الرقمي، تتميز بقانون بصري غير واقعي ويوظف فيها عددا من الصور ذات الدلالات الرمزية التي تصب في مجملها في مفهوم واحد، وهو مفهوم الإمبريالية وجدلية السيطرة والمقاومة ما بين القوي والضعيف. خصص الباحث خلال هذا البح عددا كبيرا من الصور الرقمية الجاهزة، وصنَّفها تبعا للمفهوم المرجو طرحه فنيا، وفصل العناصر المستهدفة عن خلفيات هذه الصور، وحوّلها إلى حالة أحادية اللون، ثم قام بمزجها وإعادة تنسيقها بوصفها عناصر فنية وفق خصوصية تضمن تنوع أعمال هذه التجربة، على برامج معالجة الصور الحاسوبية، لتحقيق مجموعة من خمسة عشر عملا من أعمال الجرافيك الرقمي الفنية، عنوانها "الإمبريالية". اتبع الباحث في الإطار العملي لهذا البحث منهجا تجريبيا، بينما اتبع منهجا وصفيا تحليليا في إطار البحث النظري. وأتت نتائج هذا البحث لتثبت إمكانية الاستفادة من منطق فن التخصيص في ابتكار أعمال فنية من الجرافيك الرقمي، يمكن التوسع في كيفيات دمج وتنسيق عناصرها عبر توظيف أعمق للبرمجيات الحاسوبية.