تعد الخامات البيئية أحد المثيرات التي تعكس التنظيم الجمالي والإمكانات التشكيلية المتنوعة، خاصة الخامات البحرية التي تتميز بطبيعة تكوينية وشكلية خلابة غاية في التنوع، تسمح بتوظيفها في العديد من المشغولات الفنية وتفتح مجالا رحبا للإبداع والحلول التشكيلية التي تحمل في طياتها الطلاقة والمرونة والأصالة، لذا فإن اختيار الأساليب التقنية والوسائط التشكيلية التي تسهم في توظيف الخامة في المشغولة الفنية بصورة ملائمة تعتبر عاملا أساسيًا لنجاحها. لذا اتخذت الباحثة الأصداف والقواقع البحرية كأحد الخامات البحرية التي يمكن الاستفادة منها في مجال الأشغال الفنية لتعدد أنواعها وأشكالها وملامسها ، ولما كان استخدامها يقتصر في أغلبه على مجموعة من الأساليب التقنية المحدودة التي تتمثل في تخريم القواقع أو الأصداف وتثبيتها في المشغولات الفنية بواسطة الخيوط أو الأسلاك المعدنية ، أو تقطيع الأصداف واستخدامها في تصديف المشغولات الخشبية وغيرها ، فإن الباحثة تحاول استحداث وسائط تشكيلية لتوظيف الأصداف والقواقع في المشغولة الفنية ، باعتبارها أحد الحلول التشكيلية لصياغة المشغولة الفنية ، من خلال الطرق والأساليب التي تستخدم في التشكيل ، وتتلخص مشكلة البحث في التساؤل كيف يمكن استحداث وسائط تشكيلية لتوظيف الأصداف والقواقع البحرية في المشغولات الفنية المكملة للزينة؟ يعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي في الإطار النظري والمنهج شبه التجريبي في الإطار التطبيقي، من خلال التجربة الفنية لمعرض الباحثة بعنوان (حليات بحرية) الذي يقوم على استحداث وسائط تشكيلية لتوظيف الأصداف والقواقع في المشغولات الفنية المكملة للزينة، للخروج بأكبر قدر ممكن من البدائل والحلول التشكيلية التي يمكن الاستفادة منها، ذلك لأن الاصداف والقواقع لها أشكالها وألوانها الخلابة المتنوعة، يلي ذلك عرض النتائج متبوعة بالتوصيات.