الحلي التركمانية تعتبر فنا تراثيا رائعا يعكس ثقافة أصيلة للمجتمعات القبلية التي سكنت المنطقة آسيا الوسطى في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، فقد تميزت بسمات وعناصر خاصة تختلف من حيث المفاهيم الميثولوجية وأبعادها الجمالية.
فقد تمت صياغتها على نحو مثير للدهشة ينطلق من رؤية تحمل قيم جمالية ومفاهيم وظيفية صممت من أجلها، بالإضافة إلى زخارفها التي تعكس معتقدات وأفكار شعوب هذه القبائل وظروفهم البيئية والاجتماعية، وتعبر عن خيالهم وآمالهم وطموحاتهم، واستخدام أساليب تقنية متنوعة تعكس رؤية جمالية تتميز بالإتقان.
ونظرا إلى ارتباط مجال أشغال المعادن بالتراث العالمي كأحد منابع استقاء الحلول الفنية والجمالية المتشعبة، فإن هناك ضرورة مستمرة للمزاوجة بين ما يتم استخلاصه من الخبرات الماضية وبين ما تتخذه من اتجاهات الفكر الحديث، لتكون نقطة انطلاق للإبداع والتحديث، بما يعمق التخصص، ويفعله في ضوء الاحتياجات المعاصرة.
وبناء عليه ترى الباحثة أن: رصد المفاهيم الفنية والجمالية لصياغات الحلي التركمانية من الأهمية لإثراء مجال أشغال المعادن، وإتاحة الفرص للتعبير بشكل أكثر طلاقة أمام الطلاب، وإيجاد حلول ومعالجات تشكيلية تتسم بالجدة والابتكار