إن إعداد الأطفال ورعايتهم من أهم الركائز المستقبلية التى توليها المجتمعات المتحضرة الكثير من الإهتمام فى الآونة الأخيرة لمواجهة التحديات الحضارية التي تفرضها مقتضيات التطور والتغير السريع الذي نعيشه اليوم، كما يعد من أهم المعايير التى يقاس بها تقدم المجتمع وتطوره. وتمثل مرحلة الطفولة مرحلة هامة فى حياه الإنسان لما لها من تأثير بارز فى بناء قدراتة وإكسابة أنماط السلوك المختلفة وتكوين شخصيتة ، وهذا ما أكد عليه الكثير من علماء النفس والتربية.

فمرحلة الطفولة ذات أهمية خاصة فى حياة الإنسان ذلك لأنها تغرس البذور الأولى لشخصية الطفل، وفي ضوء ما يكتسبه من خبرات ومع كونه قابلا للتشكيل والتأثير بمن حوله يتحدد إطار شخصيته، فإذا توفر له جو أسري ومجتمعي يسوده الدفء والأمان النفسي يسير نموه في مساره الطبيعي، أما إذا تعرض لمواقف أسرية وبيئية يفتقد فيها الحب والاستقرار فإنه يكون عرضة للعديد من المشكلات السلوكية والنفسية التي من شأنها التأثير عليه في جوانب حياته المختلفة, وللمشكلات السلوكية في مرحلة الطفولة خصوصية شديدة وذلك لما تتسم به المرحلة من تغير نمائي سريع ومتلاحق في جميع جوانب النمو المختلفة