وقد عرف العالم الکثير من أشکال التبادل الثقافي عبر العصوروصل بعضها الي التطبيع, حيث علاقة الشرق بالغرب ليس انبهارا من طرف واحد -انبهار الشرق بالغرب- ولکن في الحقيقة تظهر اثار حضارات الشرق بوضوع علي فنون وعلوم الغرب کنتيجة لإلتقاء الحضارتين نتيجة الفتوحات الاسلامية, والاحتلال الاجنبي, والتبادل الثقافي الناتج عن المعاهدات والاتفاقيات, واثر البعثات التعليمية.(1)
فظهر في أذربيجان محاولات ادماج الموسيقي العربية بعناصر مستمدة من موسيقي الجاز في القرن العشرين علي يد الملحن الأذربيجاني رافيق بابايف, وعازف البيانو واقف مصطفي زاده* مما ادي الي ظهور الجاز الاذربيجاني
يتوارث الأذربيجانيون حصيلة قيمة من الغناء الکلاسيکي تسمي "مجامى" Mugami وهي نفس الکلمة العربية مقام ويجب التفرقة بينه وبين المعني المألوف للکلمة اي "السلم المقامي" ولهذا التراث سبعة سلالم مقامية تشبه في أسمائها وأغلب أبعادها موسيقانا العربية فمنها راست, البياتي (بياتي شيراز), شهارکاه, شور,هاميون, وهذا التراث الموسيقي متواجد في جمهوريات اواسط أسيا: ازبکستان وطاجيستان وکازاخستان.(2)
أذربيجان هي واحدة من ست دول مستقلة في منطقة القوقاز, تقع في مفترق الطرق بين أوروبا الشرقية وأسيا الغربية وعاصمتها باکو واللغة الرسمية هي اللغة الاذربيجانية التي تنتمي الي عائلة اللغة الترکية(2). وتعد اذربيجان نموذج خصب للقومية النابعة من تراث شرقي, يرتبط بموسيقانا, بخصائص مشترکة ويوجد مؤلفين اذربيجانيين يمثلون فلسفات فنية متکاملة (2). وطالما شکلت الموسيقي مدخلا مهما لمعرفة أسرار الشعوب وثقافتها, ومنتقطتنا العربية لها نصيب في تکوين الموسيقي العالمية, ونجد في هذا السياق روحية ترابط وتناغم فريدة تصل بين موسيقانا ونظيرتها الأذربيجانية.
بنيت الموسيقي الاذربيجانية علي الموسيقي الشعبية التي تعود الي ما يقرب من 1000 سنة, تطورت الموسيقي الاذربيجانية عبر الرثاء من خلال إبداع ألحان متنوعة متوازنة.