مقدمة البحث:  تعد حاسة السمع Sense of hearing واحدة من أهم الحواس التي يعتمد عليها الفرد في التعلم وتفاعلاته مع الأخرين خلال مواقف الحياة المختلفة؛ نظراً لكونها بمثابة بوابة الاستقبال المفتوحة لكل المثيرات والخبرات السمعية الخارجية، ومن خلالها يستطيع الفرد التفاعل والتعايش مع الآخرين.  وتؤدي حاسة السمع دورًا مهمًا في عملية التواصل اللغوي لدى الطفل، حيث تُمكنه من اكتساب اللغة الشفهية من الوسط المحيط به، وتكوين الحصيلة اللغوية التي تستمد الكلمات منها عندما يؤهله مستوى نضجه إلى ممارسة الكلام (عبد العزيز الشخص، ۱۹۹۷، ۳۳). كما أن قدرة الفرد ذوي الإعاقة السمعية على استخدام السمع أمر بالغ الاهمية لتطوير اللغة وانتاج الكلام، ويتفق ذلك مع أن فقدان السمع يؤثر على كلاٍ من إنتاج وإدراك الكلام، حيث يواجه فاقدي السمع صعوبة في مراقبة وتعديل كلامهم ولغتهم وأصواتهم(إيهاب الببلاوي، 2010، 45؛ (Madell, 2014, 103.  وحرمان الفرد من حاسة السمع يعني حرمانه من وسيلة مهمة تيسر له تعلم اللغة واكتسابها، ومن المعروف أن اكتساب اللغة يعتمد اعتماداً مباشراً على إدراك الفرد لما يسمعه، وبالنسبة للطفل ضعيف السمع فمن أسوأ مشكلاته أنه يستقبل مثيرات قليلة في المنزل، وعادة ما تكون لديه مشكلة مع لغته وكلامه، ولذلك تتطور حياته دون أن يتمتع بالاتصال أو التعامل على أساس سمعي (محمد النحاس، ۲۰۰6، 5۹). لذلك تعد مشكلات اللغة من أكثر التحديات التي تواجه تعلم التلاميذ ذوي الإعاقة السمعية، وتتمثل أبرز مشكلات اللغة لديهم في ضعف القراءة والكتابة، وتنظيم الذاكرة اللفظية، بالإضافة إلى قصور في مهارات اللغة البراجماتية (Alsalem, 2018).