ملخص ورقة العمل: إن التعليم العالي والجامعي ينبغي أن تنطلق فلسفته من كونه عملية إنسانية، وليست عملية استثمارية هدفها الربح^، وإذا لم يؤد التعليم العالي والجامعي وظيفته الإنسانية في تحقيق العدالة والإنصاف وتكافؤ الفرص التعليمية ؛ فإنه بذلك سيلعب دورًا كبيرًا في إعادة إنتاج عدم المساواة الاجتماعية وتحقيق الاستبعاد الاجتماعي، حيث من يملكون رأس المال الاقتصادي بطبيعة الحال هم من سيملكون رأس المال الاجتماعي والثقافي. وعند النظر في حال الجامعات الحكومية المصرية، فإننا سنجد أن تكافؤ الفرص فيها أصبح شكليا وزائفا، يتم انتهاكه بعشراتٍ من الأساليب المقننة وغير المقننة، والتي أصبحت في النهاية تتيح فرصة التعليم المتميز لمن يملك الثمن، وربما يكون ذلك مقبولا في التعليم الخاص أو في الجامعات الخاصة، أما أن يكون هذا في جامعات الدولة المجانية التي ينبغي أن تقدم تعليما متميزا للجميع، فهذا من غير اللائق وغير المقبول، ومما يؤكد ذلك ظهور ما يسمى بالجامعات الأهلية المنبثقة عن الجامعات الحكومية -والتى خرجت من رحم الجامعات الحكومية - ومثل هذه الجامعات تثير بعض الإشكاليات التى تخص تكافؤ الفرص والعدالة والمساواة فى التعليم الجامعي المصري، والتى تتعلق بتحقيق التكافؤ في القبول والالتحاق بالتعليم العالي والجامعي، وتحقيق التكافؤ الاجتماعي، وتحقيق التكافؤ في الخدمات التعليمية المتماثلة، وتحقيق العدالة في فرص العمل بعد التخرج.