وُلد الإنسان ليتعلم في سلسلة متصلة من العمليات والاجتهادات المقصودة وغير المقصودة لاكتساب كل ما يمكن أن يساعده على البقاء فى الحياة و الاستمرار فيها بصورة تمكنه من التعامل والتفاعل بكل ما يحيط به، والتكيف مع الجديد المفاجئ، ومن هنا تأتي أهمية دراسة هذا المجال الفريد كما أطلق عليه (Hudson (1 منذ عام 1851 أي منذ ما يقرب من قرنين من الزمان ألا وهو تعليم الكبار. وتعليم الكبار مجال مفتوح اختياري في توجهه، متعدد النظم، متجدد الأهداف والمجالات والوظائف والمحتوى، ومن هنا تظهر الرؤية له على أنه "مجال يتكون"؛ حيث إن تطوره واستمرار الحاجة إليه والاهتمام به مرتبط بالتغيرات المجتمعية العالمية والمحلية معا، وللجميع رجالًا ونساءً فى الريف والحضر. مما يوضح لماذا كان من الصعب تحديد مجال تعليم الكبار وهذا ما حدث ويحدث بالفعل؛ فعلاقته متشابكة بالاقتصاد والاجتماع والمكتشفات العلمية بل المجتمع بكل مكوناته وما يموج به من تغيرات المعلوم منها وغير المتوقع أساسًا محليًا وعالميًا؛ حيث لم يعد الاهتمام قاصرًا على تعليم الكبار بل امتد ليشمل تعلمهم بعد ما شهدته الحضارة الإنسانية من تغيرات نتيجه للثورة الرقمية التى جاءت بالجديد المختلف والمبتكر الذى أسهم فى أن يكون الحصول على التعليم والاستمرار في التعلم واكتسابه ذاتيا متاحًا أمام الجميع وعند أطراف الأصابع فى أى مرحلة من العمر وعبر مسافات تتسع ومنصات متزايدة الانتشار غير محدودة المحتوى وفى أى وقت وبناء على احتياجات المتعلم أو لتلبية المتغيرات حوله. فالثورة الرقمية أو العلم والتكنولوجيا قد أتيا فى سرعة غير مسبوقة بأنواع متعددة من التجديد فى حقل التعليم وكذلك أيضا فى مجالات وحقول أخرى تتطلب أن يكون تعليم وتعلم الكبار المستمر مدى الحياة من الأمور الأساسية التى لا غنى عنها لأى إنسان فى أى بقعة من الكوكب الأرضي.