المقدمة:
تعتبر الأخلاق من أهم المعاني في الحياة؛ لأنها تتصل اتصالا وثيقا بالعملية التربوية وذلك لكونها من أهم مبادئ السلوك الإنساني وقواعده، كما أنها سبب من أسباب بقاء الأمم والمجتمعات.
ويمثل ا لتفكير الأخلاقي Moral Thinking جانبًا من أهم جوانب النمو الإنساني المؤثرة على طبيعة السلوك الإنساني الاجتماعي للفرد، حيث يرتبط التفكير الأخلاقي بطبيعة التفسيرات العقلية لما هو مقبول أو مرفوض اجتماعياً، ونتيجة لهذا فقد نال موضوع التفكير الأخلاقي اهتمام الباحثين في العالم الغربي. (الغامدى،2001: 221)
ويعد الاهتمام بالتفكير الأخلاقي ضرورة ملحة ومطلبًا أساسيًا للوصول إلى قرارات أخلاقية سليمة، حيث يساعد على معرفة الصواب والخطأ في سلوكنا، ويعطى القدرة على تبرير التصرفات بناء على أسس أخلاقية سليمة وفى ضوء معايير وقيم المجتمع، وبدونه يجد الفرد نفسه فى دوامة من الصراعات بين القيم والمبادئ التي يعتقدها وسلوكيات الأفراد داخل المجتمع، فلا يستطيع أن يحكم على الأشياء من منظور الآخرين وإنما يحكم عليها وفقا لمنظوره الشخصي لأنه لم يتعلم كيف ينتقل من منظور الذات إلى منظور الآخرين. (نصر، 2012: 138)
ويرى كولبرج (Kolberg, 1987) أن النمو المعرفي يعد شرطًا ضروريًا للتفكير الأخلاقي لأنه يؤدى إلى فهم الفرد لمبدأ العدالة وبالتالي يؤثر في قراراته الأخلاقية.
ويمثل نمو التفكير الأخلاقي والاتزان الانفعالي جانبين من أهم جوانب النمو الإنساني المؤثرة على طبيعة سلوك الفرد، حيث يرتبط الاتزان الانفعالي بطبيعة سيطرة الفرد على انفعالاته في المواقف المختلفة وتحرره من الأنانية وتمتعه بالثقة بالنفس.(الفرجتانى، ومحمد، 2011: 118)