لم يتمكن الصليبيون على مدار عقود طويلة قاربت القرنين من الزمان أن يتخلصوا من عقدتين رئيسيتين: عقدة النجاح الكاسح وعقدة الفشل المرير، النجاح الكاسح متمثلاً فى الحملة الصليبية الأولى 491هـ / 1097م التى حقق الصليبيون فيها كل شىء أسسوا إمارات وحققوا مكتسبات بل وشيدوا مملكة بيت المقدس فى يوليو493هـ / 1099م، وعاشوا حياة رغدة فى بلاد الشرق التى آمنوا دائماً أنها تفيض سمناً وعسلاً طبقاً لما قاله محرضهم الأساسى البابا أوربان الثانى Urban ii (1088-1099م) لم يستطيعوا أن يعيشوا مثلها فى بلادهم الأصلية، وبالتالى كان وجودهم راسخاً ومكتسباتهم ضخمة لا يمكن التخلى عنها أو التنازل والعودة إلى ما قبل مجمع كليرمونت 1095م.
وقد كانت الحروب الصليبية تمثل ذروة الصراع الدامى بين الغرب الأوروبى والشرق الاسلامى، ورغم استمرار هذه الحروب قرابة القرنين من الزمان الا أن البابوية لم تنجح فى حسم الصراع لصالحهم رغم استخدامها كل السبل خلال هذا الصراع الذى انتهى بالفشل المرير فى الشرق الاسلامى ، وتمثل هذا الفشل المرير فى إنحسار الممتلكات إمارة تلو إمارة، وسقوط أمجاد المملكة وفتور الروح الصليبية وتساقط القلاع والأبراج والتحصينات والممتلكات حتى التلاشى التام ،
وبالتالى فإن الباحث حاول التصدى لهذه الفكرة من منظور آخر تمثل فى دراسة الخطاب التحريضى وخطط الإفشال الاقتصادى لواحد من أبرز الباباوات عداءاً للمسلمين والعالم الإسلامى وهو البابا كليمنت الخامس Clement V