تتمتع مدينة تونس العتيقة بأنهج ودروب لها تاريخ طويل اضمحل أغلبها وصمد البعض منها رغم مرور السنوات والعقود الطويلة، وقد تناول العلماء والباحثين ملامح هذه الأنهج وأفاضوا في الحديث عنها، يوجد عدد کبير من أنهج المدينة العتيقة خارج الربضين، کما تم رصد التحولات الاجتماعية والاقتصادية والمعمارية التي طرأت على ملامح أنهج مدينة تونس وکذلک الوقوف على أهم التحولات والتجديدات التي حدثت في الشکل والمضمون لأهم المنشآت والمؤسسات والدور الفخمة التي کانت علامة من علامات تميز هذه المدينة العريقة على امتداد تاريخها، تبين بشکل واضح الملامح القديمة لأشهر أنهج المدينة العتيقة، کان من أهم ما طرأ عل هذه الدروب، التجديدات والترميمات لعدد من المنشأت خاصة التي تمت بعد العهد الحفصي.
يهدف البحث الى نشر ودراسة لنقش کتابي يثبت تجديد أحد دروب المدينة العتيقة، من حيث الشکل والمضمون، وإذ تعتبر هذه ظاهرة نادرة الحدوث خاصة مع اثبات هذا التجديد في نص کتابي موجود حالياً على واجهة أحد الأبنية القريبة من المدرسة الشماعية، فإن هذه الدراسة تعتبر على جانب کبير من الاهمية، حيث قام الولي أبو الغيث القشاش بأعمال تجديد بالعديد من المنشآت بمدينة تونس في بداية العصر العثماني بالإضافة إلى اقامة عدد من المنشآت الدينة کان ابرزها زاوية ابي قاسم الزليجي، والمهم في دراسة هذا النص، والنصوص التي تخص أبو الغيث القشاش، أنه لم يرد فيها ذکر الوالي أو الأمير الحاکم لمدينة تونس، أو حتى الاشارة إلى السلطان العثماني، وهي ظاهرة جديرة بالدراسة، بجانب دراسة نوع الخط المنفذ بها النص، ودراسة أشکال الحروف بها.