الملخص: يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على التطورات التى مرت بها المناهج الكيفية في إجراء الدراسات الميدانية، وخاصة المنهج الأنثروبولوجى الذى يتسم بدراسة عدد محدود من المجتمعات المحلية، ولكن مع تطور البحث العلمى ومناهجه أصبح من الممكن أن يتم إجراء مسوح على عينات كبيرة من هذه المجتمعات، فيما يعرف (بالدراسة الأنثروبولوجية الشاملة للمجتمع) ليس من خلال استبيانات وإحصائيات، بل باستخدام دراسة الحالة، والمقابلات المتعمقة، والملاحظة، وغيرهما. وجاءت فكرة البحث من رسالة الدكتوراة للباحثة عن (الجريمة في الريف المصرى بين الضبط الاجتماعى والواقع: دراسة أنثروبولوجية لبعض قرى محافظة الشرقية، 2015)، فكانت الدراسة الميدانية في 25 قرية (المسح) منهم 3 قرى (العمق)، وتم تنميط القرى إلى: شبه بدوية، تقليدية، شبه حضرية.
وتوصل البحث إلى نتائج عديدة منها: أن المنهج الأنثروبولوجى بأدواته ووسائله يعد من أقدر المناهج الكيفية في تحقيق معايشة الباحث في الميدان وجمع بيانات غزيرة على نطاق واسع. ومكن هذا المنهج من رصد أنماط عديدة من الجرائم التى وقعت في القرى خلال فترة (2009 - 2013)، حيث الانفلات الأمنى أثناء الثورة ومن الصعب الحصول على إحصاءات رسمية عن الجريمة أو رصدها من السجون والشرطة، ولكن هذا المنهج ساعد الباحثة على رصد الجرائم من أفراد على صلة وثيقة من أطرافها. مما يؤكد قدرته وتطوره في إجراء الدراسات الميدانية الكيفية والحصول على نتائج أكثر دقة وعمقًا.