الحمد لله رب العالمين، وصلاةً وسلاماً على خير خلقه أجمعين وبعد،،، فإن التطوع أثناء الظروف الطارئة والمحن والأزمات؛ إجابةً للمضطر، وإغاثةً للملهوف.. يُعد بلا ريب خلق إنساني رفيع ونبيل، ومقصد جليل من مقاصد الشريعة الغراء، دعت إليه النصوص، وحث عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً .. ويهدف هذا البحث إلى بيان مفهوم العمل التطوعي، وأصوله، وأهميته، وبيان مفهوم الظروف الطارئة، وأهم خصائصها، والتعرف على مقاصد العمل الخيري التطوعي، وأثره في تحقيق سعادة الفرد والمجتمع، فضلاً عن المساهمة في التعريف بثقافة العمل الخيري (التطوعي) والتشجيع عليها، ونشرها بين أفراد المجتمع، لاسيما أثناء الظروف الطارئة، معتمداً في تحقيق تلک الأهداف على عدد من المناهج؛ من الاستقرائي والتحليلي والاستنباطى..
وقد خرج البحث بمجموعة من النتائج، لعل من أهمها: بيان مفهوم العمل التطوعي، والتعرف علي أهم أصوله، وأدلته، وبيان أهميته وفضله، والتعرف على حقيقة الظروف الطارئة، وبيان أهم أنواعها وخصائصها، ومقاصد العمل الخيري التطوعي، وأثره في تحقيق سعادة الفرد والمجتمع، إثبات أن ظاهرة العمل الخيري التطوعي، في أيِّ مجتمع تُعدُّ أکبر دليل على خيريَّة هذا المجتمع وحضاريَّته، ومدى تمسُّکه بدينه وأخلاقه وقيمه العليا، کما أنها تؤکد على صحة المجتمع وسلامته.