‏ هدفت هذه الدراسة بوجه عام إلى الکشف عن تأثير الفجوة التعليمية في الوعي بالمشکلة السکانية لدى المرأة ‏الريفية، من خلال الکشف عن تأثير الفجوة التعليمية على الوعي بمخاطر الزيادة السکانية، والأثار السلبية ‏لها، وانعکاسها على الأسرة ومستقبلها الوظيفي، وکذلک الکشف عن تأثير الفجوة التعليمية على نسبة المواليد، ‏ووفيات الرضع، والمتابعة أثناء فترة الحمل، وکذلک دورها في تعظيم الاهتمام بتطعيم الأطفال. کما هدفت ‏أيضًا إلى الکشف عن تأثير الفجوة التعليمية في تحديد سن الزواج لدى السيدات، ووعيهن باستخدام وسائل ‏تنظيم الأسرة، وأثرها في تحديد المسافة الزمنية بين فترات الإنجاب، والرضاعة الطبيعية. وأخيرًا تسعى ‏الدراسة إلى الکشف عن أثر الفجوة التعليمية على قرار الهجرة، وصاحب قرار الهجرة، وعلاقة ذلک بتوازن ‏الأسرة واستقرارها الاجتماعي. ‏

‏ أجريت هذه الدراسة على قرية باروط بمحافظة بني سويف على عشرة حالات من السيدات المتزوجات ‏بالقرية، واللاتي يعانين من انخفاض في المستوى التعليمي، واتساع حدة الفجوة التعليمية بينهن وبين ‏أزواجهن، بالإضافة إلى إجراء مقابلات متعمقة مع عدد (2) أطباء (طبيب، وطبيبة) من أطباء القرية؛ ‏بالإضافة إلى عقد مقابلات مع (5) رائدات ريفيات من أهل القرية ويعملن بها؛ وذلک باستخدام المنهج ‏الوصفي، والمنهج المقارن، ومنهج دراسة الحالة؛ کما تم استخدام دليل دراسة الحالة، ودليل المقابلة ، والوثائق ‏والسجلات الرسمية في عملية جمع البيانات.‏
‏ ‏
‏ کشفت نتائج الدراسة عن وجود تأثير فعال للفجوة التعليمية في معدل الوعي بالمشکلة السکانية لدى حالات ‏الدراسة، وقد بدا ذلک من خلال ثأثيرها الفعال في بعض الخصائص الاجتماعية، والديمغرافية، والاقتصادية ‏للحالات؛ ومدى وعيهن بالسلوک الإنجابي؛ وإدراکهن لأهمية الوعي بالسلوک الصحي؛ وعلاقة ذلک بقرار ‏الهجرة للخارج لدى أسر الحالات.‏