يدور موضوع البحث حول دراسة "بنية المعرفة العلمية عند فيلسوف العلم المعاصر" مورتس شليک Mortiz Schlich "، فقد سعي شليک إلى تأسيس نظرية عامة في المعرفة ومنطقاً للمعرفة العلمية على وجه خاص. وتتمثل أصالته في طرح معايير جديدة في تفسير المعرفة العلمية انطلاقا من وجهة نظره النقدية لمفاهيم الفلسفة التقليدية. وقد عُد "شليک" بفضل هذا الطرح مُلهم ومؤسس لحرکة "الوضعية المنطقية "Logical Positivism، واکتسب أهمية وشهرة واسعة. وبالرغم من ذلک لم يحظى هذا الفيلسوف بنصيب وافر من الدراسات العربية إلا في سياق الحديث عن الفلسفة الوضعية المنطقية. ومن ثم أقدم من خلال هذا البحث محاولة القصد منها تحليل وتقييم لمنهج "شليک" الفلسفي في تفسيره لبنية المعرفة العلمية، طبيعتها، وشروطها انطلاقاً من منهجه في التفلسف الذي يقوم على توضيح البناء المنطقي للمعرفة العلمية بتوضيح المصطلحات وشرح استعمالاتها المختلفة في سياقات محددة. ثم أوضح کيف قام بتطبيق هذا المنهج على تفسير مفهوم العلية بمنطق مختلف عما کانت عليه التفسيرات السابقة. وهل نجح في إخضاع العلية-هذا المبدأ ذو الطبيعة الإشکالية- للتحليل الفلسفي -على النحو الذي يرتضيه- ببحث الشروط والظروف التي تجعله قابلاً للتحقيق والتفنيد تجريبياً. وأخيراً أعرض لإرهاصات موقف" شليک " الفلسفي والعلمي على الاتجاهات المعاصرة في المعرفة العلمية، ببحث العلاقة بين هذا الموقف وهذه الاتجاهات وتبيان فيما إذا کانت هذه الاتجاهات امتداداً للتجريبية العلمية، أم نقد لها أم مزيج من الاثنين؟