ا العمارة الكونية تمثل مفهومًا له أبعاد تعبيرية وفلسفية عميقة تتعلق بتكامل البناء مع الكون والإنسان. يعود تاريخ هذا المفهوم إلى العديد من الحضارات والثقافات حول العالم، حيث كانت العمارة تستمد إلهامها من الطبيعة والكون و تنعكس فيها معاني عميقة للروحانية والتواصل مع الكون.
تتمثل إشكالية هذه الدراسة فى محاوله فهم كيف أن الأحداث التاريخية التحولية قد اثرت على العمارة الكونية وما تحوية من مفاهيم واسس ومبادىء ، مثل التحولات الثقافية والتقدم التكنولوجي والتغيرات البيئية، حيث أنها شكلت التطبيقات النظرية والعملية للمبادئ الكونية في التصميم المعماري. وذلك من خلال دراسة كيفية تأثير هذه التحولات التاريخية على استخدام المواد والأشكال والتنظيم المكاني في العمارة الكونية، تهدف الدراسة إلى فهم أعمق للعلاقة المتطورة بين المبانى والكون عبر فترات مختلفة ، حيث تحاول الورقة البحثية الرد على مجموعة من التساؤلات وهى :
ماهى العمارة الكونية ؟ هل العمارة الكونية فكر تصميمى حديث ام وجدت منذ نشاة الخلق وتطورت عبر العصور؟ هل العمارة الكونية تاثرت بالتحولات التاريخية؟
وبالتالي ، فإن الهدف الرئيسي للبحث هو تتبع التحولات التاريخية من خلال فهم كيف أثرت الأحداث والتحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية فى الأساليب المعمارية، وتطورها من الأساليب التقليدية إلى الأساليب الحديثة ، وكيف انعكس ذلك في التصميم لربط العمارة بالكون وتحقيق السعادة والراحه للمستخدمين.
حيث تتمحور العمارة الكونية حول فكرة الارتباط بعمق بين الفضاء الكوني والإنسان والطبيعة، وتسعى إلى تحقيق التناغم والتوازن بين هذه العناصر المختلفة،و تحليل وفهم المفاهيم والمبادئ والعناصر التي تميز العمارة الكونية .
وترجع أهمية دراسة العمارة الكونية إلى دعوى ربط العمارة بالكون لتحقيق السعادة والراحه والصحة والتناغم مع الكون .