شهد أواخر القرن العشرين تحولاً جذرياً في فلسفة ومناهج وطرق وأساليب وأنماط التعليم ومجالاته، وقد أتى هذا التطور استجابة للتحديات التي واجهت التعليم متمثلة في الانفجار المعرفي الهائل، تطور تقنيات التعليم والتدريب، والتحول الرقمي الذي أدي إلي تغير الوظائف والأعمال، ومن هذا المنطلق وحرصاً علي رفع كفاءة الطلاب وتأهيلهم لسوق العمل قامت وزارة التعليم العالي بتطبيق لائحتها الموحدة وإلزام المعاهد بتطبيقها والتي كان من ضمن محتوياتها الرئيسية تفعيل عملية التدريب الصيفي للطلاب واعتباره مادة علمية تؤثر علي نتيجة الطلاب بالاجتياز أو عدم الاجتياز.

تهدف الدراسة إلي التعرف علي العلاقة التأثيرية بين التدريب الصيفي واحتياجات سوق العمل قبل وبعد أزمة كورونا، من خلال التعرف علي استراتيجية مؤسسات التدريب للخروج من الأزمة، والتعرف علي أهم التحديات التي واجهتها أثناء تطبيقها للتدريب الإلكتروني. ولتحقيق ما ترمي إليه هذه الدراسة فقد تم الاعتماد علي المنهج الكمي من خلال توزيع استمارات استقصاء علي عينة عشوائية من الطلاب المتدربين من المعاهد العليا للسياحة والفنادق. وقد توصلت الدراسة إلي أنه علي الرغم من أن التدريب الإلكتروني كان هو الملاذ الوحيد للخروج من الأزمة، إلا أنه لم يكن فعالاً بالقدر الكافي نتيجة لعدم التفاعل الوقتي بين المدرب والمتدرب، وأنه أيضاً لا يستطيع أن يغطي كافة انواع التدريب، مثل التدريب بأقسام الفنادق المختلفة والمطاعم ومطاعم الوجبات السريعة بل اقتصر التدريب إلكترونياً علي برامج الحجوزات الخاصة بالفنادق مثل برنامج الفيدليو وبرنامج أماديوس بشركات السياحة والطيران علي سبيل المثال. قد طرح البحث مجموعة من التوصيات الموجهة إلي مؤسسات التدريب التي من شأنها إتاحة الفرصة لتدريب الطلاب وتبني طرق وسياسات جديدة يمكن من خلالها مواجهة الأزمات.